فيما يتخبّط البلد وسط الازمات المتلاحقة وبشكل يومي، فلا شيء يحمل ولو بصيص أمل ضئيل، تبرز ازمة بواخر الفيول الراسية على الشواطئ اللبنانية، بانتظار الاعتمادات المالية المرتبطة بالملف الحكومي الشائك، والتي تبرز في طياته كل انواع النكايات السياسية، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الامر الذي يُظهر الشخصين ضمن موضع الإستنفار الدائم، لردّ الصاع صاعين في كل الملفات الخلافية، فيصبح المشهد كباشاً لم ولن ينتهي على ما يبدو.
في المقابل دخل الوسطاء لحل هذه المعضلة التي تتراكم منذ عقود، بين مجمل الافرقاء السياسيين الذين تعاقبوا على توليّ وزارة الطاقة، فيتباهون بمباراة التحدّي على خطوط الكهرباء، فيما المواطن يئن من المآسي والكوارث التي تلاحقه جرّاء سياساتهم الخاطئة والفاسدة، وافيد بأنّ الوسطاء يعملون على ايجاد مَخرج لهذه الازمة لكن بصعوبة كبيرة.
الى ذلك يجري ميقاتي اتصالات سياسية متواصلة تحت عنوان "ضرورة إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء لمعالجة ملف الكهرباء لانه لا يحتمل التأجيل"، لكنه يتريّث بعد بسبب رفض الاطراف المسيحيين إنعقادها، كما يتريّث حزب الله لانه لا يريد فتح معركة جديدة مع باسيل، وهذا يعني المزيد من الإنتظار والمواطن اللبناني وحده يدفع الاثمان الباهظة عن تناحرات سياسييه، التي تخطت المعقول ونزعت عنهم صفة المسؤول.
وفي السياق افيد بأنّ ميقاتي ينتظر الدعم المعنوي من الحزب، للدعوة الى جلسة حكومية تؤمّن له الغطاء، وإلا لن يقم بهذه الخطوة، وفي الاطار تبدو حارة حريك عالقة بين ميقاتي وباسيل، ودعوات المواطنين لحل هذا الكباش وإيجاد مَخرج لتمويل بواخر الفيول، بحيث اصبحت التغذية بالكهرباء صفر ساعة فيغالبية المناطق، بالتزامن مع تقرير دولي صدر قبل يومين يشير الى تصنيف العاصمة اللبنانية بيروت في الدرجة 240، أي ما قبل الاخيرة ضمن المدن الأسوأ معيشياً، الامر الذي هزّ العالم ولم يهزّ معظم السياسيين اللبنانيين التواقين ايضاً وايضاً الى المزيد من النهب والفساد، فيما البلد بات مفلساً ومطوقاً بالانهيارات، ومع ذلك ما زالوا يبحثون على ما تبقى من فتات الوطن المشلّع…!
