ما أن سَمع أصوات الطبول، حتى أغلق واجب باب مكتبه، وهرول مسرعاً إلى الخارج. إنه اليوم الأخير من ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة.
في المصعد الهابط نزولاً، تلاقى واجب مع نور حردان، فشعر بالارتياح بأنه لن يكون السوري القومي الاجتماعي الوحيد الذي سيشارك حاكم المصرف وداعه من الحاكمية.
“كيف حال الأمين أسعد يا نور؟” سأل واجب. فردت نور بالقول بأن “حالته صعبة هذه الأيام، ولا يزال يرتاب من ربيع بنات الذي سلب الحزب منّا، لكن لا بأس طالما لا تزال كلمة أبي مسموعة لدى عدد كبير من الرفقاء”.
تعجّب واجب مستذكراً أقوال والده الكثيرة عن حقوق الفقراء والبسطاء وعن “حماية الدم القومي” ثم أردف: “أتدرين يا رفيقة، ينتابني شعور بالغرابة أن أشارك في وداع رياض سلامة. هل تعتقدين أن زعيم أمتنا الخالد راضٕ علينا؟”
تعجبت نور من هذا السؤال المباشر، وتجمد جسدها بأرضه مستذكرة أقوال أنطون سعاده النادرة حول الاقتصاد. تذكرت تبشيره بفكرة القيمومة وبتأكيده الدائم على “تنظيم اقتصاد قومي على أساس الإنتاج”، ثم أردفت قائلة: “حبيبي يا واجب، أتظن فعلاً أنه لا يزال هناك سوري قومي اجتماعي حقيقي؟ هيا نرقص ونودع سلامة يا رجل”.
(كُتب هذا النص الخيالي بمناسبة نشر أسماء الموظفين الكبار الذين رقصوا على أنغام الطبول والمزامير يوم خروج رياض سلامة من حاكمية المصرف المركزي، ومنهم نور حردان، ابنة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي المطرود أسعد حردان، و واجب قانصو، ابن الرئيس السابق للحزب علي قانصوه. فبلا زعل: حتى أصغر أحزاب الممانعة استغلت السلطة ووظائفها).