نظّمت جامعة البلمند بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للاستدامة والمسؤولية المجتمعية، مؤتمراً بعنوان "مؤتمر حول المسؤولية المجتمعية: مدخل نحو مدن مستدامة وبيئة خضراء"، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس كلية الصحّة العامة وعلومها في حرم الجامعة بسوق الغرب، برعاية وحضور وزير الزراعة نزار هاني.
كما حضر المؤتمر ممثّل وزير الزراعة المهندس سامر خوند، ممثّلة رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، عميدة كلية الصحّة العامة وعلومها الدكتورة هدى هاير، رئيسة الجمعية اللبنانية للاستدامة والمسؤولية المجتمعية الدكتورة رامونا الدنف، أمين السر الدكتور فراس زيدان، ومديرة فرع سوق الغرب الدكتورة حبوبة عون، إلى جانب عدد من الخبراء والاختصاصيين في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، ممن ساهموا في إثراء النقاش من خلال عروضهم القيّمة وخبراتهم العملية.
وتضمّن المؤتمر مجموعة من المحاور الحيوية التي تناولت قضايا الاستدامة البيئية والمسؤولية المجتمعية من زوايا مختلفة، حيث بدأ النقاش بالتركيز على أهمية إدارة النفايات كركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، يليها بحث دور المجتمع المدني كشريك فاعل في بناء المدن الخضراء.
كما تمّ استعراض الدور الحيوي للجامعات في تعزيز الاستدامة البيئية والمجتمعية، مع تسليط الضوء على التحدّيات والفرص المستقبلية في هذا المجال.
ولم تغب القوانين البيئية عن النقاش، بحيث تمّ التطرّق إلى واقع تطبيقها والصعوبات التي تواجهها في دعم المدن المستدامة. وتناول المؤتمر موضوع النقل المستدام وأثره في خلق بيئات حضرية صديقة للبيئة، إلى جانب استعراض التجارب العملية في مجال الزراعة الذكية كجزء من المبادرات الرامية إلى بناء مدن خضراء مستدامة.
في السياق، شدّد ممثّل وزير الزراعة على أهمية هذا المؤتمر قائلاً: "إنّ عنوان هذا المؤتمر لا يعكس فقط موضوعاً أكاديمياً أو تقنياً، بل يفتح نافذة أمل حقيقية نحو تحويل التحدّيات البيئية والمعيشية إلى فرص للتغيير البنّاء".
وختم: "الزراعة، كما يراها معالي الوزير هاني، لم تعد مجرد قطاع إنتاجي تقليدي، بل باتت رافعة للتنمية الريفية، ومدخلًا لحماية التنوّع البيولوجي، وسلاحًا استراتيجيًا لمواجهة آثار التغيّر المناخي، ومنصة لتعزيز الشراكات بين الدولة والمجتمع".
أمّا هاير فقالت: "نجتمع اليوم في مناسبة عزيزة علينا، حيث يصادف هذا المؤتمر الذكرى الثلاثين لانطلاق كلية الصحّة وعلومها في جامعة البلمند".
وختمت: "في كليّتنا، نؤمن أنّ دورنا لا يقتصر على التعليم الأكاديمي، بل يشمل أيضا تعزيز الوعي المجتمعي، وتطوير حسّ المسؤولية، والقدرة على التعاطف والتفكير النقدي".
كن جانبه، سلّط زيدان في مداخلته الضوء على دور الجامعات في تنمية قدرات الطلاب وتوجيههم، وزرع المسؤولية فيهم، تجاه أنفسهم والمجتمع والبيئة، وقال: "إنّ مصلحة الأجيال القادمة، تتطلّب منا تحمّل المسؤولية والتصرّف بأخلاقية تجاه البيئة والموارد الطبيعية ومحاربة التلوّث والاحتباس الحراري والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين نوعية الظروف المعيشية بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة".
ولفتت عون إلى دور وأهمية قسم المشاركة المجتمعية الذي تأسّس في العام 1997، إذ قالت: "التزمت جامعة البلمند عبر فريق عمل قسم المشاركة المجتمعية بتعزيز التنمية المستدامة والمواطنة الفاعلة في لبنان، والتميّز في تطبيق أحدث منهجيات وتقنيات الصحّة العامة وإدارة المشروعات التنموية وتطبيقها وتقييمها، بما يضمن جودة المخرجات لاصحاب المصلحة".