هدوء حذر في الجنوب.. والمواطنون عادوا لتفقد منازلهم

jnoub

بعد نزوح امتد لأسابيع، عاد العديد من الجنوبيين الى قراهم، لتفقدها، على وقع تحليق طائرات الاستطلاع. وعلى طول الحدود، بدت آثار القصف الإسرائيلي واضحة، من جدران منازل مدمرة أو زجاج نوافذ وأبواب محطمة، أو حفر في الأرض خلّفتها الغارات. كثرٌ لا يريدون البقاء خشية من استئناف القصف المتبادل بعد انتهاء هدنة الأيام الأربعة التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة في قطاع غزة. ومنذ سريان هدنة غزة صباح الجمعة، خيّم هدوء شبه تام في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان. وقال مصدر مقرّب من حزب الله لفرانس برس إن الحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحركة حماس “سيلتزم بالهدنة طالما التزم بها الإسرائيليون”. وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل 109 أشخاص معظمهم مقاتلون في صفوف حزب الله و14 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين. وأفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين. وفي ساحات قرى حدودية عدة، رفع حزب الله ملصقات لعناصره الذين سقطوا “على طريق القدس” في الأسابيع الماضية. ودفع التصعيد بأكثر من 55 ألف شخص إلى النزوح، وفق الأمم المتحدة، غالبيتهم تركوا منازلهم في جنوب لبنان. وفي غالبية القرى والبلدات، رفعت السلطات المحلية لافتات تحذر المواطنين من سلوك طرقات مواجهة لمواقع الجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود، وأخرى تنصح المزارعين بتجنب قطاف الزيتون خصوصاً في الحقول القريبة من الحدود وخشية من آثار قصف بالقنابل الفوسفورية شنته القوات الإسرائيلية على المنطقة. وأطلق الجيش الإسرائيلي، السبت، النار باتجاه سيارة مدنية قرب الحدود جنوب لبنان، دون وقوع إصابات بشرية، في وقت كانت المنطقة تشهد هدوءا حذرا لليوم الثاني على التوالي. وقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار في الهواء “ترهيبا” للمزارعين الذين يعملون في أرضهم بمنطقة وادي هونين الحدودية. كما عكّر الهدوء في الجنوب اللبناني صوت انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي في أجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا بقضاء مرجعيون عند الساعة 2:30 فجرا. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه جسما مشبوها قادما من جنوب لبنان. وقال الجيش في بيان مقتضب “بعد إطلاق صافرات الإنذار شمال البلاد، نجحت مقاتلات الدفاع الجوي في اعتراض جسم جوي مشبوه قادم من الأراضي اللبنانية". وفي السياق، تشهد المناطق الجنوبية اللبنانية المحاذية للحدود منذ الجمعة عودة لمئات العائلات التي نزحت إلى مناطق أكثر أمناً، فيما لم تصدر أي إحصاءات رسمية في لبنان حول عدد المنازل المتضررة جراء القصف الإسرائيلي. وأدى التصعيد العسكري مع إسرائيل مؤخراً إلى نزوح 30 ألف شخص من سكان القرى اللبنانية المتاخمة للحدود الجنوبية، باتجاه مناطق أكثر أمناً، كما أقفلت المدارس والمعاهد الحكومية والخاصة في المناطق الحدودية الجنوبية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: