تُفضي الأجواء السياسية الراهنة إلى جملة معطيات يمكن البناء عليها في هذه المرحلة، ومؤداها صعوبة حصول أية تسوية في الوقت الراهن، على اعتبار أنّ لبنان خارج دائرة الاهتمامات الدولية والإقليمية.
وعلى هذه الخلفية كان مؤتمر باريس غير مشجّع، ولكن ثمة من يرتقب وينتظر إذا كان هناك من قرارات سرية لم تُعلن أو خطوات سيبدأ تنفيذها، إذ بحسب المعطيات والمعلومات من المواكبين والمتابعين إنّ لبنان ليس متروكاً، وهذا ما تؤكده أوساط قريبة من المملكة العربية السعودية التي أكدت أنّها لن تتخلى عن لبنان.
ولكنّ الحل بأيدي اللبنانيين وتحديداً لناحية انتخاب الرئيس، وعليهم الشروع في الإصلاح قبل أي شيء آخر ووقف الارتكابات والفساد وبناء دولة، والخروج من الدويلة وسطوة "حزب الل"ه على كل ما يمت للشرعية بصلة من مؤسسات ومرافق عامة والسيطرة على الأمن والتحكم بالاستحقاقات الدستورية وتعطيلها.
هذا ما تحذّر منه الأوساط المقربة من الرياض ، التي ترى أنّ لبنان في وضعه الحالي بحاجة إلى دعم ومساعدة، ولم يسبق للرياض أن تخلت عن لبنان وفي أحلك الظروف، إما ما بلغه هذا البلد من أوضاع لم تعد تُحتمل بفعل دور "حزب الله " وخروجه عن الخط العربي فهذا يحتاج إلى قرار لبناني واضح، أي انتخاب رئيس لبناني عربي وأن يخرج البلد من الحضن الإيراني ومن ثم الشروع في الإصلاحات، وعندها سيجد الشعب اللبناني السعودية إلى جانبه كما كانت الحال من خلال ودائع مالية أو مساعدات على غرار ما قدمته المملكة لمصر والأردن والسودان ودول أفريقية وآسيوية وفي أميركا الجنوبية وسواهم.
