تركت المواقف السعودية التي أثيرت مؤخراً حول اتفاق الطائف، والعلاقة مع لبنان ومسائل أخرى اهتماماً لافتاً، لأنّها كانت بمثابة خارطة طريق من قبل السفير السعودي الدكتور وليد بخاري، الذي برهن عن عراقة ديبلوماسية وحنكة سياسية بفعل إسهابه في تشريح الوضع اللبناني من كل جوانبه، وما أدى إليه من فتور بفعل ما قامت به المنظومة السياسية الحاكمة من عدم اكتراث لتاريخ هذه العلاقة بين بيروت والرياض، ولا سيما لناحية ما تعرضت له المملكة من اعتداءات حوثية دون أن يرف جفن للرؤساء الثلاثة ووزير الخارجة لناحية إدانة هذه الأعمال، ما أدى إلى عدم استقرار في العلاقة بين الطرفين، وكاد أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ولكنّ علاقات المملكة الوثيقة مع لبنان وصداقاتها مع كبار سياسييه، إلى حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أعادت الأمور إلى نصابها وخصوصاً أنّ ما يقوم به السفير السعودي من لقاءات وحراك، هو نتيجة هذه التوجهات من الملك سلمان وولي العهد، أضف إلى أنّ الأيام المقبلة ستكون حافلة وفق المعطيات من خلال حركة سعودية بارزة، بمعنى أنّ المملكة هي ناخب أساسي في الاستحقاق الرئاسي، بعدما حددت مواصفات الرئيس العتيد، من دون أي تدخل أو أن يكون لها مرشح أو أنّها سمّت هذا وذاك، بل كل ما تريده أمن لبنان واستقراره وازدهاره والحرص على اتفاق الطائف وعدم المس به، كذلك إنّها مستمرة في دعم هذا البلد ولكن على اللبنانيين أن يدعموا أنفسهم.
