✒️كتب وجدي العريضي
صُعق اللبنانيون بإقدام دولة الإمارات العربية المتحدة على وقف منح تأشيرات لبعض الدول ومن ضمنها لبنان لدخول أراضيها، وهذا يحصل للمرة الأولى في تاريخ علاقات الإمارات ولبنان، بينما الخبر الذي يبعث على الأسى ما ينقله أحد السياسيين العائدين من المملكة العربية السعودية، حيث يؤكد على صدمة لدى أصدقائه في المملكة حيال ما آل إليه الوضع في لبنان من تردٍّ غير مسبوق وارتماء العهد الحكومة والخارجية اللبنانية في الحضن الإيراني، وقد صمتوا صمت أبي الهول حيال ما تعرضت له مدينة جدة من اعتداء حوثي بدعم إيراني وآخر لوجستي من حزب الله، حيث أصيبت منشآت أرامكو في المدينة من خلال هذا الاعتداء ولم يصدر أي موقف رسمي أكان من رئيس الجمهورية ميشال عون أو الحكومة وتحديداً وزير الخارجية، ما ولّد نقمةً عارمة من اللبنانيين المنتشرين في المملكة والذي يشكلون أكبر جالية لبنانية، دون التذكير بما سبق وقدّمته السعودية للبنان من مساعدات ودعم هي الأبرز، والأرقام تتحدث عن نفسها في هذا الصدد، كل ذلك وسط تساؤلات مفادها لبنان إلى أين في ظل تخليها عن أشقائها ولا سيما دول الخليج وفي صلبها المملكة العربية السعودية؟
في السياق، يكشف مصدر خليجي بارز لموقع Leb Talks عن مخاوف تنتاب معظم دول الخليج إزاء ما وصل إليه لبنان بعد سيطرة حزب الله على كامل الحياة السياسية والاقتصادية، حيث بات صاحب القرار والآمر الناهي ومن يدير كل مؤسسات ومرافق الدولة اللبنانية وخصوصاً من خلال ترسانة الأسلحة التي يملكها، والقلق الأكبر وفق هذا المصدر الخليجي من وصول لبنان إلى مصاف الدول المفلسة والفقيرة وحاله ليس أفضل من فنزويلا وموزمبيق وأنغولا والصومال وسواهم، مع التقدير والاحترام لتلك الدول، إنّما، يقول هذا المصدر الذي يعرف لبنان جيداً، ليس هو لبنان الذي نعرفه حق المعرفة وليس هم السياسيون الذين تربطنا بهم أفضل العلاقات التاريخية والاجتماعية، كاشفاً أنّ المملكة العربية السعودية لن تُقدم على أي خطوة تستهدف اللبنانيين المقيمين في المملكة ومن كل الطوائف والمذاهب، وهي لا تدخل في هذه الزواريب الضيقة، بل تأسف لأن لا يتخذ رئيس الجمهورية ميشال عون أي موقف حازم تجاه الاعتداءات التي تطاول المنشآت السكنية والحيوية في المملكة، والأمر عينه للحكومة ووزارة الخارجية، وذلك لم نألفه عن لبنان، ما يعني أنّ هذا البلد بات محكوماً من إيران عبر حزب الله الذي قوّض استقراره وأمنه وأفسله وجعله بلداً لا حول ولا قوة له، والآتي أعظم إذا استمرت الأمور على ما هي عليه.
وتشير المصادر إلى أنّ السعودية، وعلى الرغم من كل هذه السياسات، لن تترك لبنان بل هي إلى جانب أمنه واستقراره وازدهاره، والجسر الجوي بين بيروت والرياض سيبقى قائماً من خلال الدعم الصحي والاجتماعي والإنساني بشكل عام.