يؤكد أكثر من قطب سياسي، بأن إيران تهدد ولا تنفذ تهديداتها بقصف إسرائيل، وحيث تتعرّض بشكل دائم الى عمليات عسكرية، تقوم بها إسرائيل على مواقع لها في سوريا، والأمر عينه لحزب الله، في حين أن المسيّرات التي أطلقها حزب الله فوق حقل كاريش، انما كانت رسائل سياسية ليس الا ، كاشفة أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشبه كثيراً الاستعراضات السياسية، ليقول للبنانيين في حال حصل الترسيم وتمّ توقيع الاتفاق عليه بين لبنان وإسرائيل، فإن الفضل يعود إليه من خلال فائض القوة الذي يملكه، والذي كان له الدور الفاعل في قبول إسرائيل بالمطالب اللبنانية، وذلك يتطابق أيضاً وينسجم مع المدرسة الإيرانية، التي انطلقت في سياساتها منذ أيام الامام الخميني، ومن خلال الحرب العراقية ومعركة الفاو يوم كان سلاح إيران وقطع غيار طائراتها من نوع فانتوم من إسرائيل، بمعنى لم يسبق لطهران أن هاجمتها ولذا كل ذلك يأتي على حساب لبنان وأمنه واستقراره، فحزب الله يهاجم المملكة العربية السعودية التي تدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية، وكان لها اليد الطولى في إعادة اعمار لبنان لمرات ومرات، بينما إيران تعمل على زرع الفتن في الدول العربية، وهي التي عطلت اتفاق مكة الشهير منذ سنوات بين حركتيّ فتح وحماس، في مرحلة الملك عبدالله بن عبد العزيز، ما يؤكد بأن لبنان الذي بات منصّة وساحة لطهران عبر حزب الله، وسيبقى يدفع الفواتير الباهظة طالما هناك دويلة على حساب الدولة.
