هلوسات أم أضاليل شربل نحاس؟!

QVRFXWOACG

“ذهنية المؤامرة” حاضرة دوماً في اوساط كثيرة من مجتمعاتنا الشرقية والاخطر منها “فزاعة المؤامرة” التي يستخدمها بعضهم لإستحضار هذه الذهنية لدى هذه الاوساط. هذه الفزاعة تكاد تكون ضيفاً دائماً في إطلالات امين عام “حركة مواطنون ومواطنات في دولة” شربل نحاس الى جانب مفردات ممجوجة لطالما إستخدمها الجو الشيوعي – اليساري الذي يتحدر منه وتحرّر منها كثر من اليساريين اليوم.

جديد نحاس في هذا الاطار ما جاء في مقابلة مصورة له عبر احد المواقع الالكترونية في 11/4/2022 حيث خلص الى ان “حزب الله” لا يرشح أحداً في بشري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لا يخطر على باله ان يرشح أحداً في بنت جبيل، لأنهم فعلياً يؤلفون كتلة واحدة فلا يتنافسون”.

أولاً، يدرك نحاس جيداً ان لا لوائح ذاتية لـ”حزب الله” ليس فقط في بشري بل في كل دوائر الشمال إذ لا مقاعد شيعية والحضور الشيعي ضئيل جداً ولكن هناك لوائح لـ “السرايا السياسية” للحزب وتتمثل في دائرة الشمال الثالثة بلائحتي “المردة” و”التيار الوطني الحر”. كما ان “الحزب” ضنين على التنسيق بين حليفيه سليمان فرنجية وجبران باسيل وقد تعمّد توزيع خبر جمعهما من قبل امينه العام السيد حسن نصرالله على مأدبة إفطار قبل أيام. كذلك ثمة معلومات عن ان “الحزب” يضغط لإجراء Transfer اصوات بين “المردة” في البترون والعونيين في بشري لتعزيز حظوظ المرشح وليم جبران طوق وكسر سمير جعجع في عرينه عبر خسارة “القوات” احد مقعدي القضاء.

ثانياً، نحاس الذي يخوض المعارك في دائرة بعلبك – الهرمل عبر لائحة الحد الادنى لـ”ممفد” أو “لائحة رفع العتب”، يعلم في قرارة نفسه مدى حدة المعركة الانتخابية في الدائرة بين “الحزب” و”القوات”. كما يدرك مدى الجهود التي يبذلها “الحزب” لقطع الطريق على مرشح “القوات” النائب انطوان حبشي عبر مساع رفع الحاصل، عدم هدر اصوات حليفه كالعام 2018 من خلال لائحة العونيين والامين القطري السابق لـ”البعث” فايز شكر من خلال ضم العونيين للائحة الحزب، خلق لائحة تحت مسمى “لائحة العشائر” من أجل إمتصاص الاصوات الناقمة على “الحزب” ومنع منحها للائحة الاساسية والجدية التي تملك حظوظ بمنافسة لائحة “الحزب” والتي تضم “القوات” و”استيعاب” بعض المعارضين الشيعة كالنائب السابق يحيى شمص.

ثالثاً، يدعي نحاس زوراً أن “سمير جعجع لا يخطر على باله ان يرشح أحداً في بنت جبيل” لأنه يعلم ان ابن مرجعيون القواتي فادي سلامة خاض المعركة الانتخابية عام 2018 وأثبتت “القوات” حضورها. كذلك، رشحته “القوات” مجدداً في العام 2022 لكن لم تتبلور لائحة تقارع “الحزب” جدياً وتمتلك حظوظاً لخرق لائحته جراء تعنّت نحاس والحزب “الشيوعي” اللذين شرذما المعارضة بعدما أبدت “القوات” إستعدادها لسحب مرشحها شرط ان تشكل لائحة من المستقلين من غير حزبيين لأن “شيوعيي” حنا غريب و”ممفد” نحاس هما بشكل او بآخر يتقاطعان مع “الحزب”. فالاول سلم له قراره منذ زمن والآخر كان “سحسوح” كفيلا بتراجعه عن موقفه الذي أطلقه في مطلع تشرين الثاني 2019 حين إعتبر ان “وزراء الحزب في الحكومة نعاج” وعلّق على ملابس بيئتهم وقال: “كيف نشأ حزب الله؟ مَن هم هؤلاء الناس في حزب الله؟ بشكل أساس، هم سكّان في الجنوب قامت عائلاتهم عام ١٩٨٢ برمي الأرزّ على الجيش الإسرائيليّ”، قبل ان يسارع الى الاعتذار معتبراً أن “تعبيره لم يكن موفقا”.

في الحقيقة، قول نحاس ان “القوات” و”الحزب” لا يتنافسان ويؤلفان “كتلة واحدة” ليس “هلوسات” بل أضاليل من أجل شيطنة “القوات” امام الممتعضين من “الحزب” والذين يروا فيها رأس حربة في مواجهة مشروعه لمنع امكانية تصويتهم لها من جهة والترويج انه خيار ثالث في جوهر المعركة التي يشهدها لبنان بين مشروع “الحزب” والممانعين وبين المشروع السيادي ورأس حربته “القوات” من جهة أخرى، فيما نحاس مصنف حكماً ضمن فئة “الخصم الـSoft” ومن يدري ربما “حليف مموه” يشاطره الحرب على هوية لبنان الاقتصادية والقطاع المصرفي والدفاع عن سلاحه غير الشرعي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: