كشفت الساعات القليلة الماضية ولدى انسحاب الجيش الروسي من كل من اربين وبوتشا في ضواحي كييف عن اروع مجازر ارتكبت في تلك المنطقتين بحق المدنيين الاوكرانيين .ورغم مسارعة الكرملين في نفي مسؤولية جيشه عن تلك المحازر التي قدرت حتى اللحظة بحوالي ٤٥٠ قتيل بين نساء واطفال وشيوخ الا ان ردود الفعل الدولية الشاجبة والداعية الى محاكمة المرتكبين كونها تقع تحت احكام البند الثامن من اتفاقية جنيف لانشاء المحكمة الجنائية الدولية القت بظلالها على التطورات المتسارعة فيما اعتبر انسحاب الجيش الروسي من ضواحي كييف انتصار يسجل للاوكرانيين .وكان الرئيس الاوكراني فولودومير زلنسكي قد اطل على الاعلام العالمي ظهر اليوم بوجه متجهم ليعلن عن ارتكاب الجيش الروسي ابشع المجازر في ضواحي كييف قبل انسحابه ما اثار عاصفة من ردود الفعل الدولية الغربية تراوحت بين الادانة والمطالبة بمحاكمات قضائية لاعتبار ما جرى جرائم حرب موصوفة في القانون الدولي وبين من دعى الى المزيد من العقوبات على الرئيس بوتين وحاشيته .
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اعتبر ما حصل جرائم حرب يجب محاسبة الرئيس بوتين وقادة الجيش الروسي عليهافيما اعتبر الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ان ما حصل امر فظيع لا يمكن السكوت عنه اما واشنطن فقد عبرت عن استيائها الشديد محملة الرئيس بوتين كامل المسؤولية .
والمعلوم ان الاتحاد الروسي لم يوقع على نظام المحكمة الجنائية الدولية ولكن وفق اراء خبراء دوليين ذلك لا يمنع من امكانية تشكيل محكمة خاصة على غرار محكمة نورمبرغ التي انشئت ابان الحرب العالمية الثانية لمحاكمة القادة النازيين .المهم حتى الساعة ان ما تكشف من مجازر مرتكبة مع انسحاب الجيش الروسي من ضواحي كييف يؤكد تحقيق الاوكرانيين انتصارا ميدانيا على الروس وبالتالي هزيمة الكرملين على جبهة الشمال الغربي .
فهل يكون الانسحاب من بوتشا وايربين بداية نهاية ليس فقط خطة بوتين في اوكرانيا بل وبداية نهاية نظام الرئيس فلاديمير بوتين ؟من السابق لاوانه الجزم لكن الاكيد ان ما كشفت عنه المجازر اليوم يعني سقوط هيبة الجيش الروسي ومصداقيته كاقوى جيوش العالم احترافية ودقة .