يكاد يكون السؤال الأوحد اليوم على لسان كل لبناني هو "هل تُفتح جبهة جنوب لبنان؟ وهل يؤشّر إطلاق الصواريخ من المنطقة الحدودية إلى إسرائيل، إلى مرحلة جديدة عنوانها امتداد النار الإسرائيلية وعدوانها من غزة إلى لبنان؟ هل يتحمّل اللبنانيون عدواناً وهم على مشارف انهياربفعل الأزمات المستعصية مالياً ومعيشياً واقتصادياً؟
عن هذه الأسئلة، تجيب أوساط ديبلوماسية، بأن لبنان ليس في عين العاصفة الإسرائيلية، بدلالة أن خطوة استنفار المقاومة في الجنوب، شكّلت سبباً كافياً لإسرائيل بتعليق مناورات هي الأضخم في تاريخ جيشها، خصوصاً وإنها تحاكي حرباً عليها من كل الجبهات الداخلية والخارجية.
وعلى الرغم من الشكوك التي تحيط بعملية إطلاق الصواريخ، والتي حصلت من منطقة تواجد قوات الطوارىء الدولية، فإن الثابت وفق الأوساط، أن إسرائيل "منشغلة" بحربها على غزة، أكثر مما هي مهتمة بالإعتداء على لبنان، وذلك، بصرف النظر عن الصواريخ "الفلسطينية"، التي سقطت في البحر! أمّا الهدف من هذه الضربة الصاروخية، فتحدّده الأوساط ب "التنفيسة" للإحتقان داخل المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وذلك، من دون إغفال أن هذه الخطوة تشكل استهدافاً للسيادة اللبنانية، وتخرق القرار 1701 لأن الصواريخ قد أُطلقت من منطقة عمل "اليونيفيل".
وبالتالي، فإن كل ما يتردّد عن امتداد حلقة النار إلى جنوب لبنان، لا يستند إلى أية معطيات جدّية، كون الأوساط تؤكد أن اتساع رقعة الحرب، يعني الإنزلاق إلى الحرب الشاملة، مع ما يحمله ذلك من مخاطر ومخاوف على الواقع اللبناني. ومن هنا، فإن الأوساط تشير إلى تقارير عن استنفار ميداني ل "حزب الله"، تحسّباً لأي عدوان إسرائيلي، ولكنها تستدرك بأن التركيز اليوم هو على الداخل الإسرائيلي، وعلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة الذي فرض أمراً واقعاً جديداً على إسرائيل.