فوجئ الجميع بالتسريبات التي حصلت منذ أمس الإثنين بأن الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان يأتي وبجعبته طرح جديد يناسب حاجات لبنان ويرفع احتمالات التوافق وذلك بعدما تبادل هذا الطرح مع سفراء الخماسية وهو: رئيس يتمتع بخلفية اقتصادية مالية إصلاحية لا يزعج السياسيين لأنه لم يشارك مع أو ضد أي طرف سياسي في الماضي وليس له طموح لحالة شعبية.
وكأن عبر هذا الطرح يقول لو دريان ومعه “الخماسية”: إن المرشح السياسي سيكون حتماً مرفوضاً في جزء كبير من الكتل نظراً للانقسام العمودي الحاصل بالسياسة.
أما المرشحين العسكريين الذين يتنافسون، فإذا كانوا يقومون بعمل جيد جداً حيث هم اليوم فليبقوا في مراكزهم لأن لبنان بحاجة إلى أمن ممسوك نظراً للمرحلة وهناك كفاية في الأجهزة الأمنية في البلاد ولم يتطلب حتماً رئيساً عسكرياً أيضاً.
وما يبقى ولا يستفز أحداً هو الخيار الاقتصادي المالي الاداري الذي لا يستفزّ الكتل ويستطيع انتشال لبنان من الكبوة الكبيرة الحالية، وهي أولوية.
وهناك ثلاثة أسماء تتمتّع بهذه المواصفات وهم الوزير جهاد أزعور والنائب نعمة افرام والرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة هارفرد العريقة حبيب الزغبي.
فالوزير أزعور يتمتع بمزايا كبيرة واحترام في المجتمع الدولي وكونه تحدّى الوزير سليمان فرنجية مرشّح الممانعة في البرلمان وكونه أيضاً من منطقة الشمال الجغرافية وهناك النائب نعمة افرام وهو على رأس شركة كبيرة أسسها والده معروف بنزاهته ووطنيته وقد طرح للرئاسة منذ أوائل الشغور الرئاسي ولم يلق دعماً من الكتل، وقد كان عضواً في كتلة الاصلاح والتغيير التي يرأسها الوزير جبران باسيل، ومن ثم التحق بالثورة، وتحالف بعدها مع حزب الكتائب لخوض معركته في كسروان، حيث له قاعدة شعبية كبيرة. لذلك من المحتمل أنه يصنّف سياسياً مميزاً وناجحاً وليس اقتصادياً، مالياً مستغلاً.
والخيار الثالث هو الدكتور حبيب الزغبي، الرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة هارفرد وقد كرّمته رئاسة الجامعة استثنائياً كدكتور اقتصاد وله خبرة كبيرة بالاقتصاد والمال والادارة حيث عمل في أهم المؤسسات العالمية منها J.P Morgan الشهير وكان استاذاً “جامعياً” في أهم جامعات العالم، له طروحات إصلاحية متقدّمة في اعلام لبنان ومقالات في الاصلاح وكتاب لرؤيته في كيفية الخروج من الكبوة في لبنان وقد طرحه غبطة البطريرك الراعي في لائحته الرئاسية كما طرحه النائب المستقلّ غسان سكاف ضمن لائحة رئاسية مقتضبة يتشاور مع جميع الأفرقاء بموضوعها.