✒️كتبت صونيا رزق
لطالما كان الثلث المعطل الذي سعى اليه فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وبصورة خاصة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، العقدة الاكبر في صميم التشكيلة الحكومية، بحيث شدّدوا على التمسّك بهذا الثلث ولو ضمنياً، لكن وبعد التصريح الفجائي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنه لا يجوز لاحد على الاطلاق الحصول على الثلث المعطل، تم “حشر” باسيل في الزاوية، ليأتي الردّ سريعاً من رئيس الجمهورية بأنه لم يطالب في اي مرة بهذا الثلث. ما يعني انه بسحر ساحر إختفى ذلك المعرقل، لكن بالتأكيد على وقع الاتصالات الخارجية التي تحركّت بقوة، وخصوصاً موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعطى زخماً جديداً لمبادرته، ووسّع محادثاته بالاطراف الاقليمية والمحلية، فلعب دوراً في إطلاق تلك” النقزة ” السياسية في إتجاه بعبدا.
بالتأكيد اتى موقف بري بدعم من حزب الله، مع الاشارة الى انّ اتصالاً اجراه الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله بباسيل، قبل فترة وجيزة موجهاً له نصيحة بتسهيل الامور، وتلا ذلك رسالة تلقاها الاخير من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، مما يعني انّ رئيس” التيار” الذي بات وحيداً من دون اي دعم لشرطه، لن يستطيع بعد اليوم مواجهة الجميع بمعزل عن الحلفاء.
مصدر سياسي مطلّع على الازمة الحكومية قال ل” lebtalks “: الثنائي الشيعي عملا على سحب تلك العقدة، لكن بالتأكيد ينتظران مقابلها شيئاً وخصوصاً حزب الله، وهذا سيساهم ايضاً في فتح الدروب اكثر بين الحريري والحزب، فالرئيس المكلف لطالما وقف على خط متواز معه، وفي الاساسيات لم يتعرّض له، اذ كان يضع دائماً في جدوله السياسي بأن المفاوضات الاميركية – الايرانية عائدة وسوف تنضج، اما الخسارة الحالية فباتت لبعبدا وفريقها”.