فيما تتفاقم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تكثر معها التفسيرات والتحليلات عن الجو العام الذي يسود المنطقة خصوصا وأن التعويل على التدخل الغربي في هذه الحرب، يؤكد مصدر متابع لموقع LebTalks أن ملف أوكرانيا ليس مفصولا عن ملف أشمل والذي بدأ بالظهور إثر سقوط الاتحاد السوفيتي وحائط برلين وهو يعتمد على علاقة الاتحاد الروسيي اليوم بالدول التي تعتبر اليوم دول الطوق، وهذا ما يمكن توضيح فكرة أن أوكرانيا بإعتبارها دولة مستقلة منضمة الى هذه الدول، إنما ما حصل مع أوكرانيا هو اتفاق الشراكة الذي عُقِد من عام ٢٠١٢ مع الاتحاد الأوروبي واتفاقية التبادل الحر الشامل الحر والمعمّق مع أوكرانيا ما جعل العلاقة مع روسيا أكثر حساسية بإعتبار الأخيرة، بمفهومها للعداء، تعتبر كل دولة منضمة للاتحاد الاوروبية او حلف النانو هي دولة تشكل خطرا عليها ولذلك كان الرفض القاطع من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن انضمام جارتها أوكرانيا الى حلف الناتو.
ويشير المصدر نفسه إلى أن التمايز في القرار داخل أوكرانيا بما خص الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو البقاء في الفلك الروسي، أعطى الرئيس بوتين دافعا وذريعة لدخول أوكرانيا بإعتبار أن الشعب الأوكراني يرفض الانضمام الى الغرب وأن "كييف تقمع الأوكرانيين". وفي خضم كل ذلك، يكمل المصدر مشيرا الى أن "الموقف الغربي في هذا الإطار يقتصر على الدعم المادي والدعم بالمعدات والأسلحة وذلك لأسباب مرتبطة بأن أوكرانيا تحتل مركز متميّز لدى الأوروبيين ولحلف الناتو، إلا أنها ليست عضوا رسميا لا بحلف الناتو ولا بالإتحاد الأوروبي وهذا ما يضع حدود للدول الغربية بالتدخل، بخلاف ما اذا كانت أوكرانيا منضمة الى واحدة من هذه التحالفات وما كان سيمنع أصلا بوتين من المغامرة وغزو أوكرانيا، إلا أن هذا الغزو الذي قام به بوتين على أوكرانيا حمّس الغرب على وضع العقوبات والهجوم بطريقة أو بأخرى على روسيا بشخص رئيسها".
وفي السياق يختم المصدر قائلا أنه لو كان الغرب رافضا فعلا ما يحصل اليوم في أوكرانيا لكان قام بخطوة إستباقية من خلال إما الموافقة على صيغة الحياد الأوكراني أو ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو و كانوا بذلك جنّبوا أوكرانيا كل هذه الخسائر، "إلا أن الحسابات السياسية والمصالح الدولية وحسابات الربح والخسارة وتوازن القوى أدى إلى ما أدت إليه الأمور والتي نحن في صددها حاليا".