هل يحضر “الإنسان”…في خطاب نصرالله؟

nasrallah

ستكون العيون شاخصة والآذان صاغية والأيدي على القلوب عند مشاهدة وسماع وتحليل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الثالثة في الثالث من تشرين الاول 2023

لن يتفاجا أحد بمضمون الخطاب “الإنتصاري” “المؤجل غير المعجل” بعد مرور ما يقارب الشهر على عملية طوفان الأقصى وتداعياتها على غزة حجرا وبشرا.

لن يتفاجا احد ب”تبشير” السيد و”توقعه” قرب انتهاء دولة اسرائيل وهزيمة الاستكبار العالمي

وطبعا لن يتفاجا احد البتة باحصائيات السيد عن حجم الخسائر المادية والبشرية التي مني به العدو الصهيوني منذ السابع من الجاري وحتى لحظة الخطاب
وكما ان احدا لن يصدم ولن يتفاجا بالحديث المنتظر عن تسطير ملاحم بطولات المقاومين من اليمن مرورا بسوريا والعراق ولبنان وصولا الى غزة في فلسطين والتهديد بالمزيد.

ولكن سيتفاجا الجميع -إن تعمقوا- بأن السيد لن يأتي على ذكر عشرات الاف الضحايا من قتلى وجرحى اطفالا ونساءً وكهولا دفعوا ويدفعون ثمن هذا “الانتصار”…ولن يعير السيد لا اهتمامه ولا همّه للدمار الشامل الهائل الناتج عن الانتصار المذكور في
خطابه “التذكيري”.

وستخيب آمال الجميع غدا بأن درس غزة
الآنف الذكر لن يكون عبرة يتعلم منها تلاميذ المحور وأساتذتهم في لبنان والمنطقة وسيكون الإنسان اللبناني والسوري والعراقي واليمني والفلسطيني…في اسفل اهتمامات اصحاب الفعل غير المدروس في الحروب او اصحاب ردات الفعل المتهورة القاتلة.

وسيذهل السامع والمشاهد أمام “تجاهل” نصرالله انكشاف المواطنين الغزاويين من رجال ونساء واطفال ابرياء دون ملاذات او ملاجىء آمنة مؤمنة امام آلات القتل من الطائرات والدرونات والمدرعات والقذائف والرصاص مقابل اختباء واحتماء واختفاء المقاومين “الذين يحمون” في انفاق واسعة شاسعة تحت كيلومترات من المباني المهدمة على رؤوس قاطنيها.

والأخطر ان السيد قد يعيد تجربة “لو كنت أعلم”مضاعفة اضعافا بالبشر والحجر على ما “تقاطعت” عليه الرسائل والمعلومات والتحضيرات والتهديدات.

وفي الختام وبعيدا عن غشاوات وغبار المعارك والخطابات المواكبة يبقى الرهان على “صحوة انسانية” تأخذ بعين الاعتبار في الدرجة الأولى “البشر” ومن بعده “الحجر” وعليه يطلب من الحزب الذي رفع شعارا وبرنامجا للانتخابات النيابية الأخيرة:”نحمي ونبني” ان يقرن الشعار بالفعل وبالاختبار قبل فوات الاوان ب”تجريب المجرب” وقبل ان يندم مكررا ولو “منتصرا”:”لو كنت أعلم”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: