لا شك في انّ المجزرة لتي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في الامس، في مستشفى المعمداني في غزة، لا يمكن وضعها إلا في خانة جرائم الحرب، وقصفها بتلك الطريقة الوحشية التي اودت بحياة المئات من الضحايا، من اطفال ونساء وشيوخ مرضى، اكدت مدى إستباحته للقوانيين والاعراف والقيم الانسانية، هذه الصور البشعة التي شاهدها العالم بأجمعه، من دون ان تلقى التنديد المطلوب امام مشاهد مرعبة من الدماء والقتل الرخيص وكأنّ شيئاً لم يكن…
إستنكارات بالجملة من عواصم القرار، من دون الإشارة الى هوية القتلة المجرمين، او توجيه اللوم، بل الاكتفاء ببضع كلمات من الإستنكار، كل هذا ادى الى غضب عربي كبير في بعض العواصم العربية، حيث عبّر المتظاهرون عن إدانتهم لتلك المجزرة.
اما في لبنان فالوضع مغاير دائماً، لانّ التظاهرات التي تطلق تصّب جام غضبها على المكان الخطأ، وهذا ما جرى ليلاً حين تداعت بعض الفصائل الفسطينية والاحزاب الممانعة للنزول الى الشوارع، والتعبير عن الغضب بشتى الوسائل كما تجري العادة. حيث شهدت مختلف المناطق اللبنانية، من ساحة الشهداء الى الطريق الجديدة، المشرفية ، طرابلس، النبطية، صيدا، والضبيه للاعتصام قرب السفارة الاميركية في عوكر، وعلى مسافة تقارب الكيلومتر الواحد، حيث حصلت الحرائق ومن ضمنها مبنى على طريق السفارة يضم كاليري الحاج، من دون ان تعرف الاسباب، إضافة الى تكسير مطعم ماكدونالدز- فرع عين المريسة، في حين ان من يديره ويعمل فيه هم من اللبنانيين، وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على المطعم المذكور في فروع اخرى، مما يطرح السؤال حول الهدف والاستفادة من كل ما يجري في كل مرة ؟، لكن آن الآوان ان يعرف هؤلاء انّ اللبنانيين هم من يدفعون الثمن، وليس الاسرائيليين، ولبنان وشعبه لطالما دفعوا الاثمان الباهظة عن كل القضايا العربية، والامثال كثيرة ومعروفة، لكن ما لا نفهمه لماذ تتكرّر كل تلك الاخطاء عند اي تظاهرة او اعتصام ؟.
مع الامل ألا يتكرّر ذلك خلال التظاهرات التي ستقام بعد ظهر اليوم، فهنالك طرق واساليب عديدة يمكن الإستعانة بها من دون الحاق الاضرار باللبنانيين، اذ يكفيهم ما حصل لهم ولبلدهم منذ عقود من الزمن، وآن الآوان للقول كفى…
