هل يعلن الرئيس بوتين الحرب يوم ٩ أيار ؟

uoilpns_vladimir-putin-afp-pic_650x400_02_March_22

مع اقتراب موعد احتفالات اليوم الوطني في روسيا الإتحادية يوم ٩ أيار، ذكرى هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية، يطرح المراقبون والمتابعون السياسيون لمجريات العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا كما تصفها القيادة الروسية هذه المحطة وما يمكن أن تحمله من مفاجآت رغم تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم تقيد العمليات العسكرية بتواريخ احتفالات مهما كانت مهمة . الا أن ثمة شبه إجماع لدى المتابعين والمهتمين بمجريات الحرب في أوكرانيا على أن الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان قد شنّ الغزو الحالي لأوكرانيا قد يكون بحاجة لإعلان شيء ما لحظة اعتلائه المنصة الرسمية .

سبق له وأن أعلن بدء عملية خاصة كما وصفها في ٢٤/٢/٢٠٢٢ وسبق له أن أعلن الاعتراف باستقلال ذاتي لمقاطعتين من إقليم الدونباس شرق أوكرانيا، وسبق له أيضاً أن نيته هي "القضاء على النازيين في أوكرانيا ".لكن ومع مرور الوقت وتطور العمليات تكشفت للرئيس بوتين حقائق صادمة ليس أقلها لحمة الشعب الأوكراني ووقوفه صفاً واحداً وراء قيادته، وعناده الباسل في الدفاع عن أرضه ومقاومة الغزو الروسي، والدعم العسكري والغربي غير المسبوق لكييف وحكومتها والشعب الأوكراني الى حد تجاوز الأميركيين والإنكليز خطوطاً فاصلةً بين الدعم والتورط المباشر ضد موسكو، وآخرها ميزانية أميركية ستُخصص للدعم العسكري للجيش الأوكراني بقيمة ٢٠ مليار دولار وهو مبلغ ضخم كفيل بخلق جيش نظامي جديد من الأساس، فضلاً عن المساعدات السابقة والمستمرة من دول الإتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية منذ اندلاع الحرب .فما يمكن أن يقوله الرئيس بوتين ويعلنه للشعب الروسي أولاً يتمحور حول أمرين : اما الدعوة للغرب والأميركيين على رأسهم بوقف دعم أوكرانيا تحت طائلة اعتباره متورطاً وشريكاً في الحرب على روسيا، وهو أمر اذا حصل يعني توسّع الحرب وتوجهنا نحو نزاع دولي مفتوح، وإما إعلان الحرب رسمياً على أوكرانيا، ولهذا القرار محاذير كبيرة لأنها في نتائجها ستفتح الباب القانوني والشرعي أمام الأوكرانيين لإلزام المؤسسات الدولية بالتدخل ولا سيما مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة، ما قد يعزّز فرضية تكتل أو حلف عسكري دولي بناء لطلب كييف السيادي لمقاومة الغزو، علماً أن القوات الأوكرانية، وبفعل التسليح النوعي الذي تتلقاه من دول حلف الناتو وخارجها في أوروبا، حققت مكاسب ميدانية مهمة ليس أقلها الصمود المستمر في ماريوبول ولو على مساحة مصانع ضخمة، واستمرار المقاومة الأوكرانية على طول خطوط المواجهة شرقاً وجنوباً حتى الساعة وبعد أكثر من 67 يوماً على بدء القتال، علماً أن ثمة اتفاق أوروبي على التخلّص من ورقة ضغط الغاز الروسي على بعض دول الإتحاد بالإستعانة بإمدادات الغاز الأميركي والنروجي بديلاً لإعادة تكوين احتياطي استراتيجي أوروبي بنسبة ١٠٠% لفصل الشتاء المقبل .

اذاً إحتمالات التصعيد لا تزال مسيطرة وغالبة على ما عداها، والبروباغندا الإعلامية الروسية التصعيدية والمهدّدة بحرب عالمية ثالثة تبدو كمحاولة إعلامية موجهة للشعب الروسي أولاً للتغطية على مأزق بدأ يفرض نفسه على الساحة الأوكرانية ومفاده : لا يمكن لأوكرانيا أن تخسر ولا يمكن لبوتين أن يقبل بالهزيمة، فهل يكون الحل أمام الرئيس بوتين بالهروب الى الأمام وإعلان حرب رسمية ستطول وتؤجل الحلول وتعمّق النزاع الدولي كسباً للوقت ولو على حساب أوكرانيا وربما دول أخرى قد تصلها نار الصراع الدولي ؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: