هل ينجح " شيعة إقليم الخروب" في تعديل هويته الإشتراكية ذات المدّ الناصري؟

230717_600X400articles

يمكن إختصار المشهد الإنتخابي في إقليم الخروب، ببلداته وقراه ال ٣٧ وضمن دائرة جبل لبنان الرابعة، بسيطرة حال من الإرباك تسبّب بها عاملان أساسيان: الأول عزوف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن خوض الإنتخابات النيابية العامة، والثاني تعاضد سرايا المقاومة وحزب الله ومن خلفهما الحلفاء على تنوعهم و " تشكيلاتهم" من خلال إتفاق ضمني، في محاولة يائسة لتعديل هوية إقليم الخروب العربية والسيادية، ذات " الهوى الإشتراكي" للوصول الى حواصل إنتخابية تُسهم في خرق لوائح التحالف الإشتراكي- القواتي، وتحدّ من جنوح القاعدة السنّية العريضة نحو المجتمع المدني كخيار ثالث إذا ما قرّر سنّة الإقليم المشاركة في العملية الإنتخابية إقتراعاً.محاور ثلاثة تتنافس على تصوير المشهدية الإنتخابية في الإقليم على خلفية تفسيرات سياسية باتت معروفة، فالمحور الأول يضم القرى والبلدات ذات الغالبية السنّية مثل شحيم، برجا، كترمايا، مزبود، عانوت، داريا، بعاصير، دلهون، سبلين وبسابا حيث للحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل والجماعة الإسلامية ركائز ثابتة.المحور الثاني يضم غالبية مسيحية تتمركز في المطلّة ومزرعة الضهر والرميلة وعلمان والدّبية والجليلية ومجدلون والجميلية حيث الهوى السياسي هو مزيج من أحزاب القوات اللبنانية والكتائب والأحرار واليسار الديمقراطي والتيار الوطني الحر.أما المحور الثالث ذات الغالبية الشيعية والذي يضم الوردانية وجون والجية فمعقود اللواء لحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وفيه تُدار لعبة الحواصل في دائرة إنتخابية لا مقعد فيها للشيعة الذين لا يتجاوز عدد الناخبين منهم ٩ الآف من أصل ما يزيد عن ٣٢٥ ألف ناخب على مستوى الدائرة ككل، وقد بلغت نسبة مشاركتهم في الإنتخابات العامة الأخيرة ٢،٦%.هي مسألة وقت لا أكثر، وعلى مسافة أيام قليلة من فتح صناديق الإقتراع في كافة الدوائر، هل سيتمكن إقليم الخروب المنجذب تاريخياً الى " المدّ الناصري" من "مقاومة" حزب الله وسرايا المقاومة سياسياً، في ظل قانون إنتخاب يُرجّح أن يعيد إنتاج الطبقة الحاكمة نفسها لعيوب في مفاصله وأدواته ومواده؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: