هل ينفجر الشرق الاوسط بعد حل المسألة الاوكرانية ؟

علم-اوكرانيا (1)

من يراقب تطورات الاحداث بين الحرب في اوكرانيا وتصاعد الضغوط من اجل ابرام الاتفاق النووي الكارثي على المنطقة والعالم يخرج باستنتاج مفاده وجود تلازم واضح بين الحرب في اوكرانيا وبين الملف النووي الايراني .

منذ اسبوعين اعلنت موسكو بما يمكن اعتباره ابتزازاً للاميركيين ولا سيما لادارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية عن توقف دورها في التوصل الى اتفاق نووي مع ايران وعدم السماح بالتوصل لمثل هذا الاتفاق ما لم تحصل على ضمانات اميركية بعدم شمول العقوبات على روسيا تجارتها مع الايرانيين عند توقيع الاتفاق .

علما ان روسيا هي في صلب محور فيينا الخمسة +١ فوصلت الى موسكو ضمانات اميركية كما طلبت وبذلك نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتزاع ورقة رابحة في وجه ادارة بايدن وقرر العودة الى الاتفاق الذي صار قاب قوسين او ادنى من التوقيع بغض النظر عن المعارضة الاميركية الداخلية الشديدة من الجمهوريين والديمقراطيين .في نفس الوقت الذي فيه حصلت موسكو على تلك الضمانات اعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير ذلنسكي عن تنازله عن المطالبة بالانضمام الى حلف الناتو وقد فهم من الاميركيين ان هذه المطالبة من شأنها عرقلة ملف فيينا روسيا كون موسكو قادرة على ابتزاز واشنطن بكل بساطة كما ابتزتها في موضوع الضمانات .

رب سائل عن اهمية ومحورية الدور الروسي في اتفاق فيينا - والجواب هو ان هذا الدور اساس كما في ابرامه كذلك في اليات تنفيذه اذ من المتوقع بحسب الاتفاق ان تكون موسكو هي المخولة بنقل اليورانيوم الايراني المخصب لتخزينه في موسكو في مقابل تزويد ايران اليورانيوم ذات التخصيب المنخفض وروسيا هي التي ستتولى تحويل منشأة فوردو النووية الى منشأة ابحاث نووية بدل ان تكون منشأة نووية او للتخصيب النووي .

من هنا اهمية الدور الروسي واهمية قدرة موسكو على نسف الاتفاق ان هي انسحبت منه او حالت دون ابرامه - وهي التي تعلم مدى حاجة ادارة بايدن لهذا الاتفاق فحصل بذلك الابتزاز الروسي للاميركيين .

ومن هنا يمكن فهم الدور الروسي المؤثر على قرار واشنطن في اوكرانيا ان هي لم تحصل على ما تريده وقد انبرى الرئيس الاوكراني يقبل بالتراجع عن المطالبة بالانضمام للناتو ويقبل باجراء محادثات لاقرار استقلالية الدونباس والبحث في مصير القرم .

ايران من جهتها هي المستفيدة من ابرام الاتفاق لا لشيء الا لرفع العقوبات الشاملة عنها وتحرير اموالها في الخارج ما سيتيح لها المزيد من البلطجة في الشرق الاوسط الامر الذي سيزيد من حدة التوترات في المنطقة التي تغلي على نار حامية من اسرائيل ومصر الى الخليج ايذانا بانفجار الوضع الاقليمي ما ان تهدأ حلبة اوكرانيا الدولية او تسلك طريقها باتجاه حلول تفاوضية .افهمت طهران كل من يهمه الامر من خلال قصف اربيل ووقف الحوار مع المملكة العربية السعودية ودخولها في حرب سيبرانية ضد اسرائيل انها مستعدة لقلب الطاولة ان هي لم تحصل على ما تريد من اتفاق فيينا وهو الابتزاز الايراني الاخر للاميركيين .منذ ايام كشفت ايران عن خلية كانت تحاول تنفيذ عمليات تخريبية في منشآتها النووية في مقابل اعلان اسرائيل انها قامت بعملية قصف بالمسيرات لمخزن مسيرات كبير داخل الاراضي الايرانية .

اذا حصل الرئيس بوتين على ما يريده من اوكرانيا، واذا حصلت ايران على ما تريده من الاتفاق النووي، فان هذا سيعني بشكل او باخر دخول منطقة الشرق الاوسط في اتون صراع كبير لن يطول لينفجر بعد حل المسألة الاوكرانية . والايام والاسابيع المقبلة كفيلة باظهار الصورة الاقليمية انطلاقا من تداعيات اوكرانيا .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: