هل يوقع اتفاق فيينا النووي ؟

1-1487915

ان الاجتماع الثلاثي الذي عقد منذ ايام في شرم الشيخ بين مصر والامارات واسرائيل، وان جاء مفاجئا لعدم الاعلان عنه مسبقا بحسب موقع اكسيوس الاخباري الاميركي، تناول بحسب ما سرّب عنه ، من بين القضايا الرئيسية ملف ايران النووي وتداعيات التوقيع عليه من ادارة الرئيس جو بايدن، على كل من الدول الثلاث المجتمعة والمنطقة .اللافت في موضوع الخبر ان صحيفة “نيو يورك تايمز” تجنبت ذكر مشاركة رئيس وزراء اسرائيل وفتالي بينيت في هذا الاجتماع .كما ان البيان الذي صدر عن الرئاسة المصرية اثر اللقاء، كان في مضمونه غامضا، ما يعني ان ثمة قضايا طارئة قد حدت بالزعماء الثلاثة للقاء وكل من مصر والامارات مطبعين مع اسرائيل الحاضرة في الاجتماع .

وتلك القضايا ليست معدة للافصاح عنها . والملاحظ انه وبالتزامن مع قمة شرم الشيخ، كان رئيس المجلس الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، يلتقي المسؤولين السعوديين في الرياض في وقت يتواجد وزير الخارجية السعودي في باكستان، فيما رئيس وزراء اسرائيل بينيت وبعد قمة شرم الشيخ توجه مباشرة الى مملكة البحرين .بالعودة الى قمة شرم الشيخ، نلاحظ بداية ان كلاً من الاطراف الثلاثة المجتمعين لديهم مشكلة كبيرة مع واشنطن الديمقراطية :

فلمصر مشكلة مع الاميركيين تتمثل في الضغوطات التي يتعرض لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوقف التعامل مع الروس وقد بلغت حدة تلك الضغوط حد التأثير على الوضع الاقتصادي والمالي لمصر، في ظل حاجتها الى صندوق النقد الدولي مجددا .

للامارات مشكلة مع واشنطن ايضا، تتمثل في وقوف الاميركيين صامتين امام تعرّض امن الامارات والسعودية للخطر المستمر، بسبب الهجمات الحوثية ما حدا بالبلدين الخليجيين الى مواجهة ادارة بايدن، برفض ضخ المزيد من البترول للتعويض عن البترول الروسي، ايذانا منهما ببدء محاسبة ادارة بايدن على اهمالها امن حلفائها الخليجيين .

اما اسرائيل فمشكلتها مع واشنطن هذه المرة وجودية بامتياز، في ظل عجزها عن التأثير على نهج الرئيس بايدن في جنوحه نحو الاتفاق النووي مع ايران الذي ترفضه تل ابيب بشدة . جدير بالذكر انه وعلى هامش القمة بحث الجانب المصري مع الجانب الاسرائيلي الحاجة الى ضخ الغاز المصري لاوروبا ، علما ان القاهرة تستورد الغاز من اسرائيل تكرره لارساله الى اوروبا .وقد دشّن الجانبان افتتاح مطار بين تل ابيب وشرم الشيخ، لتعزيز السياحة التي تحتاج اليها مصر في هذه المرحلة الاقتصادية والمالية الدقيقة، بعد غياب السوّاح الروس والاوكرانيين .

اذا قمةً شرم الشيخ ركّزت في القسم الاكبر منها على الملف النووي الايراني، خاصة بعدما توالت اشارات قرب التوقيع عليه ( حديث رئيس وزراء ايرلندا الاخير حول التوقيع خلال ٤٨ ساعة انما تعدت الفترة ولم يحصل الى الان اي توقيع ) .ففي واشنطن صخب وضجيج وصراخ داخل اروقة القرار الاميركي، ولا سيما بين البيت الابيض والكونغرس مع الجمهوريين، والذي انضم اليهم قسم من الديمقراطيين، في معارضتهم الشديدة للرئيس بايدن ونهجه في فيينا وللاتفاق ككل.محطة “فوكس نيوز” الاميركية تشّن يوميا حملة مكثفة، متسائلة عن سبب حاجة بايدن الى هذا الاتفاق؟، وقد علم من مصادر من داخل اروقة فيينا ان النقطة الاساسية المتبقية قبل التوقيع، هي مصير الحرس الثوري الايراني ورفع الحظر عنه ومن قوائم الارهاب . وقد اكدت صحيفة “بوليتيكو” انضمام زعماء ديمقراطيين الى حملة الجمهوريين ضد الاتفاق النووي المرتقب، في ظاهرة فريدة من نوعها لم تشهدها الا نادرا العلاقات بين الحزبين .وقد بلغ امر الحملة على الاتفاق النووي من الشدة والتوتر والاشتعال، حد اعتبار احد النواب الجمهوريين جيم بانلي الرئيس بايدن ممولاً للارهاب الايراني، في حال توقيعه على الاتفاق، والمكلف الاميركي دافع الضرائب مشارك في التمويل كون ايران راعية الارهاب والمنظمات الارهابية .حتى ان الرئيس السابق دونالد ترامب انضم للحملة ضد الاتفاق والرئيس بايدن، واصفا اياه بالغباء في حديث متلفز منذ يومين على” فوكس نيوز”، وقد اتهم ترامب بايدن بانهاء اسرائيل من وراء هذا الاتفاق السيىء، وبالتشجيع على انتشار السلاح النووي في الخليج، بدءاً من المملكة العربية السعودية وصولا الى تهديد امن واستقرار العالم .

رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك هاجم الرئيس بايدن، متسائلا عن سبب اصراره على توقيع مثل هذا الاتفاق .في المقابل الرئيس بايدن وفريقه السياسي يجهدان لتأمين ليس التوقيع على الاتفاق، لا بل تمريره امام الكونغرس للمصادقة عليه، وهو يواجه صعوبات كبيرة في اقناع النواب والشيوخ الاميركيين، وهذا ما يؤخر بالفعل التوقيع وقد تعالت الاصوات داخل فريق الرئيس لوقف مؤقت للتفاوض، ريثما تهدأ الثورة العارمة في الكونغرس ضد الاتفاق تجنبا لسقوطه .اذا اتفاق فيينا مجمّد …ونواة محور مواجهة الاتفاق يتشكل في المنطقة،على خلفية النقمة على سياسات الادارة الديمقراطية، وقوام هذا الحلف الى الان الامارات مصر اسرائيل وقريبا تركيا، ولاحقا المملكة السعودية ودول خليجية اخرى، في وقت يواجه الرئيس بايدن ما يشبه ثورة داخلية ضد الاتفاق .

فهل يتجاوز الرئيس بايدن الصعوبات الداخلية في لحظة، نجد ادارته تخوض اشرس مواجهة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اوكرانيا واوروبا؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: