بمعزلٍ عن كل التوقعات حول ما ستؤول إليه الزيارة التي سيقوم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم، فإن أوساطاً سياسية واسعة الإطلاع، تؤكد لموقع LebTalks ، أن الساعات القليلة التي سيمضيها هوكشتاين ويجول خلالها على القيادات المعنية بالملف الجنوبي الحدودي، بأن محور المباحثات هو التهدئة على الجبهة الجنوبية، قبل الإنتقال إلى أي ملف آخر.
فالوساطة التي يقودها هوكشتاين، لم تصل حتى اللحظة إلى أي نقطة أو نتيجة حاسمة، إلاّ أنه لا يمكن إغفال التوقيت لهذه المحطة التي ستكون للموفد الأميركي، وذلك لتزامنها مع اقتراب موعد الهدنة في غزة، والتي باتت عند منعطف حاسم في الأيام القليلة المقبلة.
وعليه، فإنه من المبكر الدخول في أية تفاصيل لجهة البحث في أي تسوية حول الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، إذ تعتبر الأوساط عينها أن التهدئة هي العنوان حالياً، وإن كانت أوراق هذا الإتفاق جاهزة، إنما لا تزال أي مباحثات جدية مرتبطة باليوم التالي للهدنة في غزة، والتي ستكون المدخل إلى أي نقاش في ملفات عدة على الساحة اللبنانية.
وبالتالي، فإن مهمة هوكشتاين ستبقى محدودة بالوضع الجنوبي، برأي الأوساط التي تفصل ما بين الملف الرئاسي والملف الحدودي، مشيرةً إلى أن العناوين السياسية هي من اختصاص وزارة الخارجية الأميركية والسفيرة ليزا جونسون التي تتابع الإستحقاق الرئاسي في إطار الحراك الذي يقوم به سفراء اللجنة الخماسية.
ومن ضمن هذا السياق ومع بدء العدّ العكسي للإتفاق بين حركة “حماس” وإسرائيل، والذي سيتحدد في القاهرة في الأسبوع الجاري، فإن حراك هوكشتاين، وعلى حدّ قول الأوساط، يأتي استباقاً لأي اتفاق ومحاولةً من أجل تأمين معطيات من “حزب الله”، تنبىء باقتراب الحل الديبلوماسي للحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية، ما قد يسمح بانسحاب أي هدنة في غزة على هذه الجبهة تمهيداً لوصول إلى ترتيبات أمنية دائمة تبدأ بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وانسحاب “حزب الله” من جنوب نهر الليطاني.