“شو طلعت تعمل طوافة الجيش فوق تلة سجد واطالب بالتحقيق مع قيادة الجيش”
العماد ميشال عون في 28 آب 2008 معلقا على اغتيال الضابط الطيار سامر حنا.
لطالما زايد العونيون بقيادييهم واعلامييهم ومحازبيهم بحبهم للجيش وتعلقهم به ولطالما زادوا من شعبيتهم انطلاقا من انطلاق مؤسس التيار العوني وقيادييه من مؤسسة الجيش اللبناني… أليس المؤسس هو من قال في تبريره شن حربه على القوات اللبنانية بتاريخ 30 كانون الثاني 1990 “لا بندقية تعلو فوق بندقية الجيش اللبناني”؟
من المفيد التذكير في هذا الاطار ان التيار العوني كانت له اليد الطولى والرأي المرجح في تعيين العمادين جان قهوجي وجوزف عون ،ليقل لاحقاً قياديو التيار ب”القائدَين” ما لم يقله مالك بن أنس بالخمرة، لا لشيء الا لتحوّلهما مرشّحَين مفترَضَين منافسَين في رئاسة الجمهورية اللبنانية والتي كانت مع ميشال عون وما زالت مع جبران باسيل غاية الغايات تسقط في سبيلها المبادىء وتتبدل المواقف والممارسات كما أسلفنا وأوضحنا.
ادرك حزب الله كما أدرك من قبله النظام السوري سعي وطموح وجشع كل من ميشال عون ومن بعده جبران باسيل بالسلطة مستغلا مستفيدا مغتنما مبتّزا لتحقيق غاياته العليا المرتبطة بمشروعه الأوسع والاكبر المتنافي مع كل ما يمت لهيبة دولة او سيادة او استقرار او حتى أمن قومي، كما هو حاصل الآن في موضوع محاولة تجنب “الشغور” في موقع قيادة الجيش وما يخطط له ان يحصل في جلسة “تمديد الضرورة” الخميس في 14 من الجاري.
لقد لاقت تغطية التيار الوطني الحر لارتكابات حزب الله ومن ضمنها ضربه لهيبة الجيش اللبناني في الكمين الذي وقع ضحيته النقيب الطيار سامر حنا على سبيل المثال استحسانا لدى الحزب وعرفانا له بالجميل… وتجنبا لرفع “التغطية” عنه قد يعمد الحزب بالتكافل والتضامن مع وكيله في رئاسة مجلس النواب- على الرغم من المواقف المسيحية الكنسية والسياسية وبقية الشرائح المؤيدة للتمديد -الى نصب “فخ” لاسقاط التمديد ومن خلاله اسقاط هيبة الجيش اللبناني مرة أخرى على غرار ما حدث في كمين تلة سجد وغيرها من الكمائن والافخاخ…
رب قائل اذا كانت الحجة في رفض العونيين عن ان تمديد الضرورة “مفصّل” على قياس شخص أو أشخاص فان الرفض العوني مفصّل على مقياس الطموح الشخصي والنكايات والحسابات الضيقة المعروفة، يجاريه فيه حزب ديني شمولي لا يقيم للوطن وللجيش وللدولة أي حساب.
وإن وراء الأكمة ما وراءها.