أشارت المعلومات إلى أنّ الاتصالات تواصلت الأربعاء على أعلى المستويات في محاولة لاحتواء تداعيات إلغاء المواعيد التي كانت مقرّرة لقائد الجيش رودولف هيكل في واشنطن، بعدما بات ثابتًا لدى المستوى السياسي في لبنان، أن الرسالة الأميركية سياسية بالكامل، وجرى إيصالها إلى المعنيين في السلطة عبر البريد العسكري بهدف الضغط في ملف حصرية السلاح وتنفيذ القرارات الحكومية والدولية ذات الصلة. وتؤكد المعطيات أن التركيز على شخص هيكل لن يحوّله إلى كبش محرقة في خضم الانقسام السياسي العمودي حول هذا الملف، وأن المؤسسة العسكرية لن تُزج في لعبة الاتهامات المتبادلة.
وتقاطعت المعلومات مع ما سبق أن أشار إليه رئيس الجمهورية جوزاف عون، حول الجهات التي "تبخ السم" في الخارج، إذ يُنتظر أن يخصّص الرئيس عون مداخلة في مستهل جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم في بعبدا، لتوضيح خلفيات ما يجري والتشديد على تحصين المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق.
كما تبيّن أن السفارة الأميركية في بيروت كانت محور الاتصالات السياسية والدبلوماسية التي تكثفت بالأمس لإعادة وضع الأمور في نصابها، في موازاة دور مماثل اضطلعت به السفارة اللبنانية في واشنطن على خط المعالجة وشرح ملابسات ما حصل. ووفق المعطيات المتوافرة، فإن الموقف الأميركي حازم وواضح: لا تسوية ممكنة من دون سحب السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية قبل نهاية العام الجاري، بالتوازي مع استمرار الاتصالات المباشرة مع إسرائيل لصياغة تسوية شاملة تطول الملفات الأمنية والحدودية العالقة.