أضحى جلياً أن تطورات دولية استجدت على الساحة اللبنانية وعلى المفاصل السياسية والأمنية والدستورية كافةً، وبمعنى أوضح، ثمة معلومات لموقع labTalks، تفيد بأن القرار في واشنطن اتخذ للإمساك بالملف اللبناني، وذلك بعد التشاور مع الحلفاء والأصدقاء، ولهذه الغاية أعطيت زيارة الموفد الأمريكي ٱموس هوكشتاين أكثر من بعد، تخطى ما يقوم به من مساعٍ لفصل الجنوب عن غزة ومن ثم الوصول إلى تسوية وانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، أي ضمن الصيغة الأمريكية المقترحة وبالتماهي والتناغم مع باريس والدول المعنية.
وفي هذا الإطار، علم من مصادر موثوقة، بأن القرار الأمريكي أفضى إلى الاستعجال والتشاور مع كل المكونات اللبنانية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وأن هوكشتاين بدأ ينسق مع السفيرة الأمريكية ليزا جونسون.
وبحسب المعلومات، هذا ما قيل من قبل المقربين من السفارة الأمريكية، بمعنى أنه لابد من انتخاب رئيس وذلك سيأتي في إطار تسوية دولية إقليمية، وتحديداً من خلال المثلث الأمريكي-السعودي-الإيراني.
أما لماذا طهران؟ لأنها الوكيل الرسمي ل “حزب الله” والحليف العقائدي والإيديولوجي لها، وثمة قنوات مفتوحة بين واشنطن وطهران، في وقت العلاقة السعودية الأمريكية ممتازة والرياض لاعب كبير على الساحة اللبنانية ولها دورها، وبمعنى أوضح، لن يأتي هذه المرة أي رئيس بمعزل عن المملكة، خلافاً لما كانت عليه الأوضاع لدى انتخاب الرئيس العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
من هنا، يتوقع أن تقوم الولايات المتحدة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بحراك لافت تجاه لبنان، أكان عبر موفدها هوكشتاين أو من خلال الاتصالات التي ستجريها الإدارة الأمريكية مع المعنيين من أجل انتخاب الرئيس.
لذا يبقى السؤال المطروح هل هناك تسوية؟ البعض يقول أنها قد تأتي في غضون ثلاثة أشهر، لكن حتى الساعة ليس هناك أي خرق يشي بانتخاب الرئيس في وقت قريب، إنما ثمة تسوية متكاملة وفقط التوصل إلى حالة الاستقرار في الجنوب اللبناني يساعد في نضوجها، وانتشار الجيش وانسحاب الحزب إلى شمال الليطاني، عندها يبنى على الشيء مقتضاه رئاسياً، وهذا ما تجمع عليه معظم الأوساط السياسية لاسيما بمن التقوا بالموفد الأميركي، الذي سيعود إلى لبنان بعدما زار تل أبيب والتقى بالمسؤولين الإسرائيليين، حاملاً لهم الأجواء التي عاد بها من بيروت، وعودته هذه المرة إلى العاصمة اللبنانية ستكون منتجة، في حال لم يحصل ما يعيد خلط الأوراق من عملية إسرائيلية أو عدم فصل ملف الجنوب عن غزة، وبالتالي استمرار المناورات الإيرانية عبر الحزب للوصول إلى مكاسب وأثمان سياسية وسواها.