“وحدة الساحات” توقّفت عند اسوار دمشق.. إنكفاء أم تنكّر؟

Syrian Flag

أما وقد دخلت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منعطفاً جديداً منذ أيام حتى هذه اللحظة، زاد الحديث عن موقف النظام السوري، وأسباب تواريه، رغم أن الأراضي السورية استبيحت عشرات المرات من قبل إسرائيل، ما يضع تكهنات حول مصير ما يُعرف بـ”وحدة الساحات” بين حلفاء إيران.

وبينما تأخذ الحرب طابعاً إقليمياً، بين “محور المقاومة” وإسرائيل، يبدو النظام السوري أبعد ما يكون عن هذه الحرب، حتى إنه الطرف الأقل تعليقاً عليها من بين أطراف هذا المحور، فهل هو انكفاء، أم تنكُّر لحلفاء الأمس؟

فحتى اللحظة، لا يزال موقف نظام بشار الأسد، دون المتوقع، في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة، وحالياً في لبنان، وعلى الرغم من أن حزب الله كان حليفاً استراتيجياً للنظام السوري، خلال الثورة السورية، فإن موقف دمشق مثير للريبة.

وعلى الرغم من أن سوريا كانت ساحة لبعض هجمات خطيرة نفذتها إسرائيل، مثل الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق في 1 نييسان الفائت، زاغتيال عديد من قيادات وعناصر الحرس الثوري وحزب الله على مدار الأشهر الماضية، فإن النظام لم يغير موقفه من الحرب الحالية.

ومع انخراط حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية، إلى جانب حماس، في الحرب ضد إسرائيل، كان يُنتظر تفعيل “وحدة الساحات” التابعة لمحور المقاومة، لكن ذلك لم يحدث، إذ بدا بشار الأسد بعيداً عن المشهد، وتعاطيه مع الحرب بارداً.

وحين أغارت إيران على إسرائيل في 13 نيسان الفائت، لم يُعلق النظام السوري على تلك الضربات، كما بدت البيانات السورية طيلة الأشهر الماضية دبلوماسية، وتخلو من أي إشارة إلى دور مرتقب إلى جانب حلفائها.

واليوم، يصبح الحديث عن موقف بشار الأسد ونظامه أكثر إلحاحاً، إذ يمس الأمر حليفه الاستراتيجي حزب الله الذي لعب- ولا يزال- دوراً محورياً في “صمود” النظام السوري.

ويبدو أن موقف النظام السوري من التصعيد الحالي، وتجنبه الدخول في صدام مع إسرائيل قد أغضب طهران، وهذا ما أظهرته بعض المواقف الإعلامية في إيران. فقد نشر موقع “الدبلوماسية الإيرانية” في 7 أيلول الجاري تقريراً تضمن هجوماً على نظام الأسد، على خلفية موقفه من الحرب الحالية في غزة ولبنان، وتطرقت إلى أنه لا يجب الاعتماد عليه في موضوع “وحدة الساحات”.

الصحيفة أشارت إلى أن ما يبقي الأسد مع طهران هو إمدادات الوقود والطاقة، مضيفةً: “لا ينبغي الاعتماد على سوريا في النقاش الدائر حول وحدة الساحات؛ لأن دمشق ترى في ذلك فرصة لتظهر أن سوريا ليست عضواً في محور المقاومة، كما يُظن، وأنها مستقلة عن إيران”.

وأشارت إلى أن حلفاء النظام السوري لا يمكنهم تمويل عمليات إعادة الإعمار، وأن النظام عزز فكرة الصبر الاستراتيجي، بهدف عدم الرد على الاستهدافات الإسرائيلية لمقار وعناصر إيران ومجموعاتها.

وقالت إنَّ وضع النظام السوري حالياً أصعب وأكثر تعقيداً من السابق، مؤكدةً أن “التمرد الكبير القادم سيكون أكثر قوة وصعوبة” بالنسبة للنظام السوري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: