وداعاً جورج عبد المسيح

Doc-P-1090220-638257015132704866

كتب الصحافي ريمون بولس:
الرئيس السابق للدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية.
ما الوفاء يا جورج؟
ما الانصاف ..وما الصدق؟
الوفاء أن نسطر الكلمات في ما وعما وحيثما تستحق، في ما كنت، وما أمسيت.. وأبداً بقيت.
والإنصاف أنك كنت هامةً تحتضن فكر القوات وتحليل القوات وتوجهات القوات وخط دفاع أول عن القوات، طبعا في الاعلام لا في الخنادق، والاعلام ان شئنا خط مواجهة أخطر من الخندق لأن الاعلام يضعك في مواجهة واسعة مع الرأي العام، من كل الاتجاهات والصديق قبل العدو، وفي الاعلام عليك ان تدافع عن استراتيجية حزبك وتيارك وجماعتك وتقترب ما استطعت من العقول والمفاهيم المغايرة.
والصدق يا جورج أنك نجحت في معركة البروباغندا والاعلام حين اسندت اليك رئاسة الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية في اصعب الظروف بعد ان اطاح سمير جعجع بالاتفاق الثلاثي مطلع العام ١٩٨٦ الذي ارادته سوريا انذاك وسيلة لوضع يدها على لبنان، والى حين ضاقت الافاق واختار الحكيم دخول السجن على ارتداء ثوب العمالة والخيانة بقيت تدافع وتواجه عما تبقى من خيارات، واستحقاقات.. حتى عن خيار واستحقاق السجن في العام ١٩٩٤!
وحده استحقاق العذاب والمرض لم تستطع مواجهته فتغلب عليك وأطاح بصبرك وكسر هامتك على مدى اكثر من ست سنوات.
رغم القساوة والظروف فإنك ما ابتعدت، وبالعكس بقيت على رأيك وعلى حبك وتعلقق بقضيتك وبرمز هذه القضية الحي، لم تنبت بكلمة واحدة غير دافئة أو غير عاشقة لما ولمن تحب، كنت مترفعاً فوق كل المجريات، وكما عرفناك، تطيح وتقفز فوق التفاصيل في سبيل الاستراتيجيات.
بطيبة قلبك، بصلابتك، باستقامتك، بشفافيتك، باستبسالك وقت اختفى الكثيرون، بصلابة موقفك وقت لزم التمايز، بتحليلك الاستراتيجي الذي يبدّي الاهم على المهم، تبقى انت كما انت يا جورج عبد المسيح، وتبقى ذكرى حبيبة ومدللة في قلوبنا، وتبقى نسمةً. جبليةً تفوح في الارجاء.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: