مجدداً تبدو "القوات اللبنانية " في دائرة الإستهداف السياسي والإعلامي وقد زادت وتيرة هذا الإستهداف منذ محاولة تركيز خصومها على مسألة تخزين المحروقات من قبل ابراهيم ومارون الصقر في البقاع، بحيث تتحدث معلومات عن سعي ومنذ ذلك الوقت إلى تصوير "القوات"، وكأنها المسؤولة عن أزمة المحروقات في مرحلة أولية ثم الإنتقال إلى تصوير الصقر وكأنه يتعاون مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، من أجل تشويه صورة "حزب الله"، من خلال ما بات يُعرف بشاحنة النيترات والتي تطوع أحد المتورطين فيها بالإعتراف بتعاونه مع الصقر، الذي يكيد للحزب بالإتفاق مع السفيرة الأميركية والتي امتنعت عن الدخول في سجال حول الموضوع معتبرة الموضوع "سخيفاً".
وفي معرض السؤال حول أسباب استهداف "القوات" في هذا التوقيت بالذات، فإن المعلومات كشفت عن أن "حزب الله" ينطلق من كونها، قوة سيادية تتناقض مع مشروعه بإبقاء السيادة في لبنان مُنتهكة، فيما "التيار الوطني الحر" وهو شريك الحزب في هذه الحملة، يهاجم "القوات" لأنه يعتبر بأنها تفوّقت عليه في الشارع وتحديداً منذ ثورة 17 تشرين، وبالتالي، يريد تدمير وضرب صورة "القوات" لتصبح على غرار صورته، لا سيما وأنه يخشى من دورها وحضورها وتأثيرها، وهو ما بدا جلياً في جلسة الثقة النيابية عندما هاجمها بعنف رئيس "التيار" جبران باسيل.
وفي هذا الإطار فإن أوساطاً مسؤولة في "القوات"، لاحظت أنه وفي ظل واقع الإنهيار، وفيما السلطة غير متماسكة، والمشروع الذي ورثه "حزب الله" عن النظام السوري، قد وصل إلى الحائط المسدود، فإن هذه السلطة، وعلى الرغم من صراعاتها، تسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإلى حقبة التسعينات، وبالتالي حصار "القوات"، بسبب وزنها السياسي والشعبي الكبير، وذلك ليس فقط على المستوى المسيحي، وإنما على المستوى اللبناني، سيما وأن الجميع بات ينظر إلى "القوات" كحالة إنقاذية من الواقع السياسي الحالي في لبنان، وبالتالي، لها تمثيلها وحضورها وحيثيتها وشبكة علاقاتها الخارجية.
ولكن الأوساط لا ترى خشيةً من تكرار سيناريو التسعينات على "القوات"، مؤكدة أن الأمور ممسوكة وتحت السيطرة، وكل ما يحكى لا يتجاوز ويتعدّى المخاوف المشروعة، ولكن في نهاية المطاف "القوات" باقية، وقد أثبتت الظروف أن النظام السوري خرج من لبنان، وأن النظام الآخر الذي ورث عن النظام السوري احتلاله للبنان، وصل إلى الحائط المسدود، وهذا المشروع هو على قاب قوسين أو أدنى من النهاية.
