“٧ أيار، يوم مجيد!” هكذا قال السيد حسن نصر الله. حين حاصرت كوادر الحزب العاصمة، وأهلها في ٧ أيار ٢٠٠٨. دكّوا منازلهم بالرصاص والأسلحة الثقيلة، ودخلوا شوارع بيروت فارضين دولتهم على الدولة، وأمنهم على أمن المواطنين، ضاربين بعرض الحائط هيبة ومفهوم الدولة، لأن مشروع الدويلة أهم.
سقط القناع عن مشروع المقاومة، وبرز مشروع الدويلة، دويلة حزب الله وولاية الفقيه. في هذا النهار المشؤوم الذي كاد أن يودي بحرب أهلية، سقط فيه عشرات الضحايا في مناطق عدة من لبنان، على إثر مواجهات بين مدنيين. سقطات عدّة إنزلق إليها الحزب في هذا النهار المجيد، بدافع جنون العظمة. فكان عرض العضلات في مناطق عدة. فليتذكر اللبنانيون بعض المجد من ٧ أيار. حين هاجم شبان الحزب الجبل وكادت أن تقع مجزرة؟ أو حين حطّم تلڤزيون المستقبل واعتدى على صحافييه لأن لا صوت يعلو على صوت B7 الحزب؟ أو حين حاصرت القمصان السود السراي الحكومي؟ أو حين انتشرت الإشكالات في المتن؟ أو حين تكسّرت مكاتب تيار المستقبل؟
لم يكن ٧ أيار حادث قضاء وقدر أو وليدة اللحظة، ولم يكن بدافع إسقاط حكومة فؤاد السنيورة. بل كان حادث مدبّر، حادث “بروڤا” وعرض عضلات للحزب ضد أبناء الوطن ورسالة لمن تجبّر أو عارض الحزب، وتحدٍّ لقرارات الدولة. أغرق الحزب لبنان وبيروته بالدم، واحتلّت القمصان السود المنطقة، فكان توازن الرّعب، إما يسكت اللّبنانيون، أو أن تخطف أنفاسهم. اختطف الحزب بيروت واحتلّتها القمصان السود، وبدأ لبنان يسلك طريقه الأسود.
أليس هو حزب الله من يخطف ويأسر لبنان اليوم، في ٧ أيار سياسي مجيد، بين جهاد الزراعة والتهريب والحروب الإقليمية؟ زراعة وتهريب ماذا؟ الرمان أو الكابتاغون؟ من أوقع لبنان في عزلته الدولية والعربية؟ من زج لبنان في أتون المحاور والصراعات والحروب الإقليمية؟ من تسبب بمنع صادرات لبنان دخول أراضي بعض الدول؟ من يهرّب الكابتغون؟ من يهرّب مواد اللبنانيين المدعومة إلى سوريا؟ من يحمي الطبقة الفاسدة؟ من يضغط لعرقلة التحقيق في المرفأ؟
أليس هذا ٧ أيار سياسي واقتصادي؟ أليس هذا حصار على اللبنانيين؟
لكن لا، ٧ أيار لم ولن يكن يوماً مجيد، سوى في فضح المستور، وسقوط قناع المقاومة عن وجه الدويلة والاحتلال.
٧ أيار يوم عار…
فريديريك الخراط