بين دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس إلى تشكيل حكومة في البلاد بأي شكل وبأي ثمن، والزيارة الطارئة للسفيرة الأميركية لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف وحثّها أولئك الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً ودعوتها الى تشكيل حكومة بسرعة، يبقى السؤال لماذا لم نشهد ولادة الحكومة بعد كل الأجواء الإيجابية التي أشاعها بالدرجة الأولى كل من الرئيس ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي؟
وتدعو مصادر مطلعة الى قراءة ما بين السطور في تصريح ميقاتي بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا ، كاشفة أن تأخير التشكيل يرتبط بشكل أساسي بما طلبه الرئيس عون من الإدارة الأميركية حول مستقبل باسيل السياسي في ظل العقوبات التي لا تزال مفروضة عليه، ومطالبته برفعها كي لا تشكل عائقاً أمام ترشحه لإنتخابات الرئاسة شتاء العام المقبل.
ولا تنفي المصادر إمكانية ولادة الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، معتبرة أن هذا الأمر يعني أن عون قد حصل على وعد من الإدارة الأميركية برفع تلك العقوبات قبل نهاية ولايته، وكذلك قد يكون هناك إتفاق ضمني بين هذه الإدارة وعون على الخطوط العريضة لإستئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية القائمة تحت رعاية الأمم المتحدة وإشرافها والتي توقفت في أيار الماضي، إثر انعقاد الجلسة الخامسة بعد تدخل أميركي.
وتختم المصادر بأن هذه المفاوضات ستشكل باب الإنفراج بالنسبة الى لبنان عند وصولها الى خط النهاية رافضة الكشف عن الطرف الذي سيقدم تنازلات أكثر الى الآخر أو عن حجم الأثمان التي ستُدفع حينها.