Search
Close this search box.

وهم اشعال محاور المنطقة… محاولة ايرانية مكشوفة

thumb--900---eb153f98e4d2542fbde81510d9c22fae4ec27208

بقلم جورج ابو صعب

منذ ساعات قالت المقاومة الاسلامية في العراق” انها قصفت ميناء في حيفا بصاروخ كروز منذ ايام”، قبلها بساعات قال الجيش الايراني “انه قصف مواقع للارهابيين في باكستان بالصواريخ”.
ليلة امس الحرس الثوري الايراني قال بدوره” انه قصف مواقع للارهابيين في ادلب ومواقع الموساد في اربيل، رداً على تفجير كرمان اثناء احياء ذكرى قاسم سليماني “.
من يريد فعل شيء لا يهدّد .
كلام وجعجعة كبيرة من الطرف الايراني وتابعيه في الساعات القليلة الماضية .

الانتخابات الاميركية باتت على الابواب، واية صفقة قد تفيد الرئيس جو بايدن في التصويت قد يقبل بها، ومن المستبعد ان تقدم الولايات المتحدة وإسرائيل على مهاجمة ايران، الوضع مرشح الى ان يبقى كما هو حتى اشعار اخر، بحيث لا يؤدي حدث ما في صنعاء او ادلب او اربيل، الى حرب غالية الثمن لكافة الاطراف . وبالامس لوحظت المراوحة في الموقف الاميركي كي لا نقول التردد، ففي حين تقول ادارة البيت الابيض بأن واشنطن لاتريد الحرب مع الحوثيينـ اذا بمعلومات من قلب الادارة نفسها تفيد عن تفكير جديد، في اعادة ادراج الحوثيين على قائمة الارهاب، لان لا مصداقية لموقف اميركي غربي، يدعي مكافحة قرصنة الحوثيين في باب المندب والبحر الاحمر، في وقت لا تزال فيه واشنطن، لا تعتبر الحوثيين منظمة ارهابية رسمياً وليس في التصاريح، كما مواقف الرئيس بايدن الاخيرة بوصفه عمليات قرصنة الحوثيين البحرية، ضد الملاحة التجارية الدولية بالاعمال الارهابية.

مصر المستهدف الاول من توتير جبهة البحر الاحمر

والجدير ملاحظته في هذا السياق، ان الامن القومي المصري بات هو المستهدف الاول من توتير جبهة البحر الاحمر، واطلاق الصواريخ والمسيّرات الحوثية المزعومة باتجاه اسرائيل، لان قناة السويس المورد الاقتصادي الاساسي والمهم لمصر، بات تحت التهديد والحصار مع انخفاض معدل مرور السفن والتجارة الدولية، بسبب التهديد الحوثي الذي يتخذ من نصرة غزة حجة وذريعة لضرب الامن القومي العربي، ابتداءً من مصر وليس انتهاء بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج .
الامر الاكيد ان ايران ورغم توتيرها الاجواء وصولا الى اربيل وادلب وباكستان، لا تسعى لا بل لا تريد حرباً اقليمية تورطها ووكلاءها، بل تسعى الى تعزيز مواقعها التفاوضية في رسالة مزدوجة الى الادارة الحالية، من انها قادرة على خربطة التفاهمات والضوابط التي تحكم المشهد الاقليمي العام، من غزة الى افغانستان فباكستان، ان تم تجاهل مصالحها بسبب متطلبات الحملة الانتخابية، بحيث ان ايران مستعدة للتفاهمات والتسويات مع بايدن وادارته، ورسالة للجمهوريين بان ايران لا تزال المعادلة الصعبة في المنطقة، ولا يمكن تجاهلها او للتعاطي معها بفوقية، لانها قادرة على خربطة الشرق الاوسط وتوتيره، وبالتالي الافضل التعاون معها بدا التفكير بضربها .

بلينكن: فرصة كبيرة لامتداد الحرب في الشرق الاوسط

المواقف الاميركية متذبذبة بين وزير الخارجية انطوني بلينكن، الذي يقول في دافوس بالامس، ان هناك فرصة كبيرة لامتداد الحرب في الشرق الاوسط، وبين مستشار الامن القومي الاميركي جاك سوليفان، الذي يسارع الى تأكيد على ان الحرب في الشرق الاوسط لن تتصاعد الى صراع عالمي، وهذا التذبذب مرده الى ان واشنطن ليست مستعدة للدخول في مواجهات عسكرية كبرى، بقدر حاجتها في هذه المرحلة الى التسويات وخفض التصعيد الاقليمي، فتريد من جهة التحذير من انفلات الامور، ومن جهة ثانية تريد ابقاء ربط النزاع في المنطقة قائما، الى حين الانتخابات طبعا، الامر الذي لا يشمل موضوع غزة كون الموضوع الانساني الملّح لا يحتمل اي انتظار،وهناك احتمالان
الاول ان يتم اقناع بنيامين نتانياهو وحكومته بوقف الحرب في غزة، مقابل سحب “حماس” وسلاحها من القطاع، لكن السؤال يبقى هنا : “الى اين يذهب حماس والجهاد وسلاحهما ؟ والثاني ايجاد تفاهمات وقتية في المنطقة تبقي الامور العسكرية تحت السيطرة .

سوليفان: لإنتاج إستجابة مشتركة لمنع الحرب

خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا، قال سوليفان “إنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها والقوى الإقليمية الأخرى، إنتاج “استجابة مشتركة ومتماسكة” لمنع انتشار الحرب، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
هذا الكلام ان دل على شيء فهو في تأكيده توجه واشنطن الداعي لاقامة تفاهمات او تسويات تمنع توسع الحرب.

طهران لن تسعى الى الحرب الإقليمية

ومنذ يومين قال البيت الأبيض”إن هجمات أميركية جديدة دمرّت صواريخ باليستية، كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها”، وذكر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض”بأن واشنطن لا تسعى إلى توسيع المواجهة، وان الحوثيين أمامهم خيار ليتخذوه، وما يزال لديهم وقت لاتخاذ الخيار الصحيح وهو وقف الهجمات المتهورة”.
من جهته لا نعتقد ان إيران معنية بتوسيع رقعة المواجهة أكثر مما هو موجود حاليا، حتى لا تخسر قوتها الحالية الموجودة والأوراق التي في يدها وبالتالي فإذا اشتعلت الأوضاع في العراق واليمن، فالولايات المتحدة سوف “تضطر للتدخل إلى جانب حلفائها بالمنطقة”، وسيكون الموضوع أكبر من مواجهة إسرائيلية – إيرانية فيما إسرائيل لا تريد أن تقف وحدها أمام تهديدات أذرع ايران في المنطقة، لا ان تل ابيب تفضل أن يتشكل تحالفاً إقليمياً أو دولياً يقف أمام تصرفات طهران .
المؤكد بحسب كل المعطيات والمعلومات المتقاطعة ان طهران تعمل بـ”برغماتية عالية”، ولذلك فهي لن تسعى للذهاب إلى الحرب الإقليمية أو توسيع دائرة المواجهات، وقد افهمت وكلاءها ان اي تصعيد من طرفهم يبقى على عاتقهم ولا علاقة لها به .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: