في كل مرة تندلع فيها الحروب والمواجهات العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين يبرز الى الواجهة مصطلح ” غلاف غزة” الذي يضم أهم المدن والمستوطنات الإسرائيلية، والذي يُعتبر “خاصرة” إسرائيل الرخوة، بعد انتهاء الوجود الإستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة وإخلاء المستوطنات فيها بدءاً من أيلول 2005، فما هو هذا الغلاف وما هي أهميته الاستراتجية بالنسبة الى إسرائيل؟
منطقة الغلاف تقع على بعد 7 كيلومترات من الحدود المتاخمة لقطاع غزة وهي تمتد على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً في جنوب السهل الساحلي على البحر المتوسط.
باللغة العبرية، هذا الغلاف يُسمّى “عوتيف غزة” وهو بمثابة ” غيتو” يستوعب تجمّعات سكانية يهودية ذات أصول شرقية ومن الفلاشا أي يهود أثيوبيا وسائر الشتات اليهودي حول العالم.
يبلغ عدد المستوطنات داخل الغلاف، بحسب وزارة الداخلية الإسرائيلية، نحو 50 وهي مأهولة بالسكان الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفاً موزعين على ثلاثة مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية على الشكل الآتي:
- مجلس ” أشكول” ويضم 32 مستوطنة يسكنها 13 ألف نسمة.
- مجلس ” أشكلون” الذي يضم 4 مستوطنات يسكنها نحن 17 ألفاً.
- مجلس ” شاعر هنيغف” ويسكنه 7 آلاف موزعين على 11 مستوطنة.
من أهم المدن والمستوطنات داخل الغلاف: سديروت، عالوميم، عميوز، كرم أبو سالم، كفر عزة، كفرميمون، أفشالوم، عين شلوشا، عين هبسور وسدى أبرهام، وهي جميعها تشكل ” هدفاً” دائماً لصواريخ الفصائل الفلسطينية مع كل مواجهة عسكرية بين الطرفين، ونقاط تسلل مسلّحين الفصائل من قطاع غزة الى منطقة الغلاف، ما حوّلها الى خط مواجهة يمنع المستوطنين من الإطمئنان الى السكن فيها، ما دفع بالحكومة الإسرائيلية الى تقديم امتيازات خاصة لهم من خلال إقرار قانون ” المساعدة لسديروت والنقب الغربي” والاعتراف بهذه المجتمعات والبلدات الإضافية في منطقة الغلاف، التي تعيش حال الطوارىء والخوف المستمر من ” دوي” صفارات الإنذار، ما دفع بإسرائيل الى إنشاء ” الصندوق القومي اليهودي” الذي تغذّيه حملات التبرّعات لدعم هؤلاء المستوطنين الذين يعانون أصلاً من عنصرية ” اليهود الأشكناز” أي المتحدّرين من أصول غربية وأوروبية.
هذا الدعم الإسرائيلي لسكان غلاف غزة يشكل جدار فصل هو بمثابة حاجز جغرافي وديمغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية لتطويق القطاع وتقييد حرية الفصائل الفلسطينية في الوصول الى أهداف أكثر عمقاً والأهم من ذلك الى إنشاء عقبة أمام إقامة الدولة الفلسطينية.