قد تكون الشظايا الناتجة عن انفجار قذائف "الثنائي الشيعي" موجهة إلى أهداف وليس إلى طرف آخر مقابل بعدما بات واضحاً أن المتظاهرين السلميين المسلحين يقاتلون الأشباح ويقتلون أهلهم ويستهدفون صفوفهم وذلك وفق المشاهد الحية المصورة والخبراء في الأمن ولاحقاً التحقيقات.وإذا كان الهدف الأول المعلن والحقيقي ربما هو القضاء على التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وإلغاء "القوات اللبنانية" من المعادلة السياسية في المطلق وبأي ثمن وباتفاق سياسي برزت ملامحه بالأمس في خطاب ذكرى ١٣ تشرين الذي كان يفتقد العناوين بانتظار "الهجمة على عين الرمانة والقوات"، فإن ثورة ١٧ تشرين والتي سبق وتعرضت لأكثر من هجمة، قد أصابتها شظية قد تهدد مسارها ومصيرها وتقسمصفوفها عشية الإنتخابات النيابية إذا حصلت.الإحباط الذي ساد غداة مواكبة اللبنانيين في غالبية المناطق والمغتربين والمهاجرين الجدد، جراء مشاهدة صور الهجوم المسلح على منطقة سكنية آمنة لا يملك الأهالي فيها سوى هواتفهم التي سجلت وقائع غزو شوارعهم والصلاة والإتكال على جنود الجيش الذي حاولوا صد المهاجمين، قد يكون حافزاً لإعادة الروح إلى الثورة التي انتفضت ضد الظلم بالدرجة الأولى وللمطالبة بالحقوق البسيطة للشعب اللبناني.لكن هذا الزخم الذي صادف عشية ذكرى انطلاقة هذه الثورة، يبدو مقيداً بحسابات الربح والخسارة، لأن أصوات الثوار غابت عن مشهد الظلم وعملية تشويه الحقائق والتي سبق وأن تعرضوا لها من الفريق نفسه أو المنظومة كما يسمونها.أهالي عين الرمانة وبدارو وفرن الشباك سألوا عندما كانوا يتعرضون للرشققات الصاروخية والرشاشة على مدى أربع ساعات عن كتم أصوات رفاقهم الذين كانوا معهم في صفوف الثورة الأمامية، وما زال الجواب معلقاً بانتظار الرد.فهل وصلت رسالة الترهيب للقضاء ومن دون قصد إلى انتفاضة ١٧ تشرين وأصبحت هذه الثورة أيضاً تهدد السلم الأهلي والإستقرار كما أهالي عين الرمانة الذين لم يفهموا إلى أسباب الهجمة عليهم والحرب الإعلامية والسياسية ضدهم والتحريض والشحن الطائفي ضدهم.
