يلتقي ما جرى في 6 شباط 1984 عسكريا وامنيا وسياسيا مع ما جرى في 6 شباط 2006 كنقطتي تحول لصالح الدويلة على حساب الدولة ولصالح الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون على حساب الشرعية المتمثلة بقواها المسلحة من جيش وقوى امن ومؤسسات شرعية.
ما اصطلح على تسميتها “انتفاضة 6 شباط 1984” ما هي الا انتفاضة على القوى الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني في منطقة بيروت الغربية وانشقاقا للواء في الجيش اللبناني والتحاقه بالميليشيات المنتفضة على الشرعية وطرد لجيش الشرعية من دويلة الميليشيات.
وفي توقيع التيار الوطني الحر الخارج من رحم الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني ورقة تفاهم مار مخايل مع الميليشيا المسلحة في زمن السلم واعتبار الورقة “السلاح الميليشياوي وسيلة مقدسة” ما هو الا تأييدا لما جرى في 6 شباط 1984 وما لحقه وتأبيدا لسلاح الميليشيات على حساب السيادة والحرية والاستقلال.
ان ما حصل في 6 شباط 1984 كان تمهيدا لعودة الاحتلال السوري الى بيروت الغربية بعد خروجه منها في 1982 وذلك عبر ميليشياته التي اشعلت الحرائق لتستدعي الإطفائي مشعل الحرائق بعينه.
وما حصل في 6 شباط 2006 كان تمهيدا وغطاءً لحرائق لم تنطفىء بعد من حرب تموز 2006 و اعتصامات واقفال 2007-2008 ,و 8 أيار 2008 وانقلاب 2011 مرورا بالتعطيل الممنهج للمؤسسات العامة والخاصة من رأس هرمها في رئاسة الجمهورية الى أصغر مواطن في مؤسسة خاصة…وصولا الى الاغتيالات التي طالت حصرا المؤمنين بقيام الدولة الحرة السيدة المستقلة.
الجدير باللتنويه ان بطل انتفاضة 1984 هو اليوم على رأس السلطة التشريعية وهو ما زال محتفظا بمركزه على رأس الحركة تحتفظ بمسيرتها الانتفاضية على كل ما هو شرعي ودستوري وقانوني كيف لا وبطل 6 شباط 1984 هو التؤام الروحي والبيولوجي لحزب 6 شباط 2006 وهو الذراع المخملية الدستورية لميليشيا الحزب الوكيل للاحتلال الايراني الممهد للاحتلال الأصيل.فرئيس حركة امل يختصر مجلس ال128 نائب بشخصه وشخصيته الحزبية يفتحه ويقفله غب طلب الحليف ومن وراءه خارج الحدود…وهو في 2023 خير ممثل لميليشيا 1984 بتخطيه للقوانين والدساتير في التعيينات والمحاصصات والفساد والإفساد وحماية المخالفين والمرتكبين وتعطيل التحقيق في جريمة المرفأ بالتكافل والتضامن مع حزب الله خير دليل على ما نقول.
اما بالنسبة للموقع المسيحي على ورقة 6 شباط 2006 فهو سلّف الميليشيا مواقف مناقضة ولاغية لفكرة الدولة ومؤسستها الاعز على قلب التيار الوطني الحر ومؤسسه ميشال عون.
على سبيل المثال لا الحصر وبعد ان قام احد مسلحي حزب الله باطلاق النار على طوافة للجيش اللبناني وقتل النقيب الطيار سامر حنا سأل قائد الجيش السابق ميشال عون في 28 آب 2008:”شو طلعت تعمل طوافة الجيش فوق تلة سجد ؟واطالب بالتحقيق مع قيادة الجيش” …
وفي 21 نيسان 2010 في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط قال قائد الجيش السابق نفسه:
“لا يمكن نزع سلاح المقاومة، لأنه ليس لدى لبنان حاليا بديل عن هذا السلاح. يقال إن الجيش اللبناني هو البديل، ولكن أنا أؤكد لكم أن الجيش اللبناني غير جاهز حاليا للوقوف في وجه اعتداء إسرائيلي محتمل ضد الأراضي اللبنانية، وإنما بإمكانه فقط كبح المشكلات الداخلية والوقوف في وجه المجموعات المسلحة الموجودة في المخيمات الفلسطينية. وبالمقابل نجد مقاومة حزب الله قادرة تماما على الوقوف في وجه إسرائيل”
بما معناه أن دور الجيش اللبناني الحامي للوطن بالنسبة للقائد السابق لهذا الجيش يقتصر على الداخل ودور ميليشيا “حزب الله” المسلحة غير الشرعية حماية الوطن والحدود…
وأخيرا كم يشبه انشقاقُ اللواء السادس عن الجيش اللبناني الشرعي والتحاقه بميليشيا حركة أمل في 6 شباط 1984 انشقاقَ قائد الجيش اللبناني السابق عن تاريخه في المؤسسة العسكرية الشرعية في 6 شباط 2006 والتحاقَه بميليشيا حزب الله امنيا وسياسيا وعقائديا.والله على ما نقول شهيد.