✒️كتبت صونيا رزق
من المفترض أن تكون ذكرى الاستقلال يوم فرحٍ لكل اللبنانيين، لكنها في الواقع وكما في كل عام تحمل غصّة في القلوب، سبعة وسبعون عاماً من عمر الاستقلال المزيف عايشناها لغاية اليوم، عقود زمنية لم تتخللها صفحات من الاستقرار، لا بل من الخوف والقلق على المصير، لتغيب عنا ثمار الاستقلال الناجز اي سيادة الدولة على أراضيها ومؤسساتها، وقدرتها على اتخاذ القرار الحر المنبثق من إرادة الشعب ، ما شكّل مسّاً بالكرامة الوطنية وعائقاً أمام الدولة ومسيرتها.
فلبنان وخلال تلك السنوات عايش التدخلات العربية والغربية والتحكّم بقراراته، وكل هذا تمثّل بالاحتلالين السوري والاسرائيلي، ووصاية قوى اقليمية وأوامر سفراء يطّلعون على كل شاردة وواردة، في حين ان ركائز الاستقلال تبدأ بالتحرّر من كل انواع الانتداب والوصاية والاحتلال، وتاريخ لبنان شاهد على كل هذا، نظراً للحروب التي إفتعلتها القوى الخارجية على ارضه، تحت عنوان “الحرب الاهلية”، فيما كانت في الحقيقة حروب الآخرين على ارضنا.
الى ذلك تبدو ذكرى 22 تشرين الثاني هذا العام مغايرة عن كل الاعوام، لانها تحوي إنتفاضة شعب يطالب بإستقلال من نوع آخر، عنوانه مواجهة الافرقاء السياسيّين وإخراجهم من الحياة السياسية، مع كل ما يحمله معظمهم من اتهامات بالفساد والهدر وسرقة المال العام، وتقاسم قوالب الجبنة عبر الحصص الدسمة، غير آبهين بشعب يحتضر ويئن، مطلقاً صرخات الإغاثة من دون ان يسمعه احد…
في اختصار نعيش اليوم ربع إستقلال وربع سيادة مزيفين، مع انقسام سياسي وشعبي، تتحكّم به الطائفية والمذهبية والولاءات الخارجية، لتضيّع عنه اي فرصة او امل بتحقيق الاستقلال الحقيقي…