ما بين “عايش من قلّة الموت” و”تارك أهلي لعيّشهم” ينقسم الشباب اللبناني اليوم، ولكن الكفة تميل الى هجرتهم بأعداد مخيفة، كي يكملوا طريقهم ويحققوا أحلامهم ومستقبلهم . وبحسب إحصاءات الأمن العام اللبناني، فقد بلغ عدد جوازات السفر الصادرة حتى شهر ٱب المنصرم، حوالي 260 ألف جواز سفر.
وفي تقرير أعدّه “مرصد الأزمة” التابع للجامعة الأميركية في بيروت، وصف ما يجري ب”موجة الهجرة الثالثة” التي يخسر فيها لبنان نخبة كبيرة من الاختصاصيين والمهنيين في مختلف القطاعات، ومنها القطاع الطبي والتعليمي اللذان يُعتبران المدماك الأساسيّ في لبنان، كما أبدى المرصد قلقه حيال فقدان الرأسمال البشري، الذي يبقى العنصر الابرز في إعادة بناء الدولة والمجتمع والاقتصاد.
الى ذلك فإن هجرة 77 في المئة من الشباب اللبناني، هي الأعلى بين البلدان العربية بحسب تقرير “استطلاع رأي الشباب العربي”، الامر الذي يزيد من خطر التفكير الدائم في الهجرة، كي يستطيع الشاب تحقيق نجاحاته خارج البلد، فيما على الخط الاخر، فهنالك جانب مأساوي، يؤكد بأنّ أن البلد سيصبح متروكاً لجماعة السلاح والتفلت الأمني والفوضى العارمة…
