كتب رولان مخيبر
تتزامن الضربة الأميركية ضدّ هدفين إيرانيين في سوريا مع قدوم حاملة طائرات مُحَمَّلَة بِأسلحة ضخمة إلى المنطقة، وهو ما اعتبره البعض رسالة تذكير بالقوة الأميركية تحمل عنوانَي الردع و دعم إسرائيل؛ و مُوَجَّهَة إلى أطراف مُعَيَّنَة في الشرق الأوسط.
مِن الجدير بالذكر أنّه منذ ١٧ تشرين الاول ، تعرّضت القوات الأميركية للهجوم ١٩ مرّة منفصلة في العراق و سوريا بمزيج من المُسَيَّرات والصواريخ. و في ١٨ تشرين الاول، إستهدفت طائرتان بدون طيار قاعدة التنف العسكرية في جنوب سوريا.
وفي اليوم نفسه، وقع هجومان منفصلان بطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية و قوات التحالف المتمركزة في قاعدة عين الأسد غرب العراق.
خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء ١٦ تشرين الاول، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، من أّنه إذا استمرّت الميليشيات المرتبطة بإيران في التحرك ضد القوات الأمريكية، عليه أن يكون مستعدًا للرَدّ المُناسِب، مُشيراً إلى أنّه لَن يكون لذلك علاقة بإسرائيل.
ووفقاً لِمصادر مُتابِعَة، إن هذه الضربة الإنتقامية أتت فقط في سياق الرَدّ على هجمات متواصلة وممتدّة على فترة أسبوع ضدّ قواعد عسكرية أميركية، ولا تهدف إلى التصعيد التي لا تريده الولايات المتحدة.
كما أنّ الغارة استهدفت مخازن أسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني في وقت كانت فيه المباني المجاورة فارغة، ولم تنتج عنها أَي أضرار بشرية، علماً أن واشنطن لم تنسق مع الإسرائيليين بشأن الضربات.
إلى ذلك، اعتبرت هذه المصادر أَنَّ الرئيس بايدن كان حريصاً على توجيه الضربة للتأكيد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات و ستدافع عن أفرادها ومصالحها. و لا يمكن الإعتقاد أنّ هذه الخطوة سوق تؤثّر على الوضع في غزة و على الجَوّ العام، و ربط هذه الضربة بِأحداث غزة غير منطقي.
ووفق المصادر فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع وليس لديها نية أو رغبة بالانخراط في المزيد من الأعمال العدائية، فإيران تريد إخفاء يدها و إنكار دورها في هذه الهجمات، لكن هذا ما لَن يَسمح به الأميركيون.
و قد أكّدت هذه المصادر أنّ الإدارة الأميركية الحالية تقوم بِمراجعة سياسية عميقة تعود إلى ما قبل عام ٢٠٢١.
و السبب الأساسي هو أنّها أدركت خطأها حين قَلَّصَت دورها في الشرق الأوسط و فضّلت تركيز جهودها في محاربة التوسّع الصيني والإيراني، ما كانت تعتبره الخطر الأكبر. لِمعرفتها في ما بعد أنّ الخطّة الصينية تكمن في استغلال غياب الأميركيين و انسحابهم الجزئي مِن المنطقة.
وبالتالي فإن عنوان المرحلة المُقبِلَة هو عودة النفوذ الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط و إعادة ترتيب الأولويات الأميركية في اللعبة الدولية، خصوصاً و أنّ إيران تسعى لِإستغلال و توظيف المرحلة الراهنة و الحرب في غزة لِصالحها و خلق حشد فكري و عقائدي ضدّ الأميركيين.
وخلصت المصادر أَنَّ الشرق الأوسط سوف يسترجع مكانته الأساسية كَمنطقة حيوية في قائمة أولويات الولايات المتحدة التي سوف تسعى لِإستعادة دورها الجوهري في المنطقة.