اللعبة باتت مكشوفة

charbel_azar

كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار

يتفاخر أمين عام “حزب الله” ويكرّر في كلّ إطلالاته أنّ “الحزب” هو من دخل غداة ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ في الحرب ضدّ إسرائيل إسناداً لحماس ولنصرتها ولتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عنها. (علماً أن إسرائيل أعلنت منذ اسبوع سَحب خمسة ألوية من منطقة الصراع مع غزة لعدم الحاجة إليها !!

بمعنى آخر “حزب الله” هو من أعلن الحرب على العدو الإسرائيليّ الصهيونيّ في ٨ تشرين الأول.

هذا في الوقت الذي امتنعت فيه دول الطوق، أي مصر والأردن وسوريا والسلطة الفلسطينيّة عن الدخول في الصراع بين حماس وإسرائيل، وكذلك امتنعت جميع الدول العربيّة، من المحيط الى الخليج، عن الدخول في هذه الحرب.

والأدهى من كلّ ذلك، أنّ قائدة محور الممانعة وحاملة شعار إزالة إسرائيل من الوجود، أي الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة غسلت أيديها وامتنعت بدورها عن دخول هذه الحرب، وذلك بالرغم من الضربات القاسية وسلسلة الاغتيالات لقيادات الصفّ الأول فيها، التي تلقتها وتتلقيها من إسرائيل في الداخل الإيراني، وفي الدول والعواصم الواقعة تحت سيطرتها كما تتبجّح.

أن يأخذ فريق “لبناني” يتفاخر بأنّ ماله وسلاحه وتدريبه من دولةٍ خارجيّة، وأنّ قائده وسيّده وآمِره ووليّه وحُسَينه هو مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، أن يأخذ هذا الفريق لبنان ويجرّه الى حربٍ انكفأ الجميع عن خوضها إلّا الاساطيل الأميركيّة والأوروبيّة، يعني احتمال من ثلاثة:

١- أم أنّ ما يقوم به هذا الفريق هو عمل انتحاري، وهذا ما لا نعتقده،
٢-أم أنّ ما يقوم به هو خدمة لإيران لتجلس على طاولة المفاوضات القائمة او المقبلة ولتقبض ثمن الدم المُراق في غزّة وفي جنوب لبنان،
٣-أم أنّ هذا الفريق يريد، وتحت شعارات التحرير ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، يريد الهيمنة على لبنان ودولته بكلّ مفاصلها من رئاسة الجمهوريّة الى المحكمة العسكريّة التي باتت مشغولة “بتخوين” المطران موسى الحاج، وصولاً الى السيطرة على الوزارات ومديريّاتها كما هو حاصل في وزارة الأشغال على سبيل المثال لا الحصر.

من الواضح أنّ “حزب الله” يقوم بالدَورَيْن معاً:

  • فمن جهة يعطي أوراق تفاوضية لإيران لتستعملها من أجل توسيع وتأكيد نفوذها في المنطقة،
  • ومن جهة أخرى يسعى “حزب الله” لإكمال وإطباق سيطرته على كلّ مفاصل الدولة اللبنانيّة.

الشعب اللبناني بمعظمه أسقط “القُدسيّة” عن ما كان “مقدّسات” كمثل شعار “جيش وشعب ومقاومة”،
وحزب الله يُدرك أنّ الناس تعرف أن اللعبة باتت مكشوفة “وما بَدها شَرح كتير”.

لا خلاص للبنان إلّا بالعودة الى أساس تكوينه، وبخروجه من صراع المحاور والنأي بنفسه، وبسلوك الحياد نهجاً له.
لعلّ “حزب الله” يرتدع ويعود الى لبنان تحت سقف دولته ودستوره وجيشه وقضائه ولعلّه يقتنع أن لا مظلّة تحميه إلّا مظلّة وطنه والباقي باطل وزائل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: