رغم انتكاساته بالعراق وسوريا.. تنظيم داعش “خطر متواصل”

da3esh

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الهجوم الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص في إيران، هذا الأسبوع، يظهر قوة تنظيم “داعش” وقدرته على تأجيج التوترات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بعد سنوات من الانتكاسات في معاقله السابقة.

وفيما أشارت الصحيفة إلى انحسار خطر تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية بإيران، في معقله بالعراق وسوريا، أكدت أن قيادته المركزية وآلاف المقاتلين يواصلون العمل هناك، كما تمثل الجماعة الإرهابية تهديدا متزايدا في غرب أفريقيا، حيث استولت على مساحات كبيرة من الأراضي في السنوات الأخيرة.

ورجح مسؤولون أميركيون وخبراء أن يكون فرع داعش في أفغانستان – خراسان، وراء تفجيرات إيران.

وصنفت الولايات المتحدة “داعش-خراسان” كمنظمة إرهابية في عام 2016، كما هو الشأن بالنسبة للمنظمة الأصلية والفروع الإقليمية التابعة لها في إفريقيا والفلبين وبنغلاديش.

“تهديد حقيقي”
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس، إن تنظيم الدولة في ولاية خراسان “لا يزال يمثل تهديدا إرهابيا حقيقيا”.

وقال مصدران مطلعان على معلومات استخبارية لرويترز، الجمعة، إن اتصالات اعترضتها الولايات المتحدة، أكدت ضلوع فرع تنظيم داعش بأفغانستان في التفجيرين.

وذكر أحد المصدرين “المعلومات الاستخبارية واضحة ولا جدال فيها”.

وقال المصدران اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية الأمر، إن المعلومات الاستخبارية ضمت اتصالات جرى اعتراضها وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم ترد من قبل تقارير عن اعتراض هذه الاتصالات.

وأدى التفجيران الانتحاريان اللذان وقعا الأربعاء في مدينة كرمان بجنوب إيران وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، إلى مقتل 91 شخصا على الأقل.

ووقع التفجيران على مقربة من مرقد اللواء قاسم سليماني، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في العراق.

وزاد الهجوم في كرمان من مخاطر تصاعد الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس بسرعة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة الأميركية، التي أشارت إلى الاتهامات التي وجهها المسؤولون الإيرانيون لإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.

وحتى بعد أن أعلن تنظيم “داعش” تبنيه العملية، واصلت طهران إلقاء اللوم على خصومها – إسرائيل والولايات المتحدة.

وأكد مسؤولون أميركيون للصحيفة، أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم، وليس لديهم ما يشير إلى أن إسرائيل تقف وراءه.


“خلق الفوضى”
وسبق أنه أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته في عدد من الهجمات على إيران، من بينها هجوم عام 2018 على عرض عسكري إيراني أسفر عن مقتل 25 شخصًا، وهجومين منفصلين شنهما مسلحون على ضريح شيعي في شيراز عامي 2022 و2023 وأديا إلى مقتل نحو عشرة أشخاص.

في هذا الجانب، أوضحت “وول ستريت جورنال”، أن داعش يهاجم أيضا، مرارا الأقلية الشيعية في أفغانستان. كما قاتل وكلاء إيران تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وقال آرون زيلين، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث: “استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية هي محاولة خلق الفوضى، والاستفادة من قتال الآخرين لبعضهم البعض”.

وقال زيلين إنه من المحتمل أن يكون تنظيم داعش-خراسان هو الذي نفذ التفجيرات. وقال إن هذا سيكون الهجوم الثالث الذي يشنه الفرع في إيران خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، بينما أحبطت طهران العديد من المحاولات الأخرى.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: