رؤيا حشمتي… إمرأة جديدة ضحية النظام الإيراني

20240107-1704662727618-original

كتبت جويس تابت

العنف الأسري، جرائم الشرف والزواج القسري، كما التمييز في الحقوق السياسية والأساسية للإنسان… وكأن المرأة لا يكفيها ما تعانيه ليعلن النظام الإيراني عن عداوته لها من خلال معركة تُعتبر من أعنف المعارك في مسيرة نضالها عبر التاريخ.

ممنذ بداية نضال المرأة عام 1856 للحصول على ظروف عمل إنسانية والحصول على ساعات عمل أقل براتب أفضل أسوةً بما كان متاحًا للرجل حينها، مرورًا بنضالها للحصول على حق التصويت وإنهاء الاضطهاد، تعيش المرأة الإيرانية منذ عام 2022 أسوأ مالظروف وتخوض معركة للحصول على حقها في الحرية والحياة.

قبل اندلاع الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 كان للمرأة الإيرانية الحرية بأن ترتدي حجاباً إسلامياً، أو تنورة قصيرة. لم تكن هناك قواعد لباس صارمة مثل تلك التي تلزم النساء اليوم، بموجب القوانين التي تعتبر المرأة غير المرتدية للحجاب بطريقة سليمة "إمرأة عارية". أمام هذا التشدد، أعلنت المرأة الإيرانية الحرب على النظام الإيراني وقوانينه المُجحفة بحق النساء الإيرانيات منذ مقتل الشابة مهسا أميني في 16 أيلول 2022 في العاصِمة الإيرانيّة طهران، حيث فارقت الحياة عقبَ إلقاءِ القبض عليها من قِبل شرطة الأخلاق، وبدأت ترتفع أرواح نساء إيرانيات شهيدات في هذه الحرب، مهسا، ندا، نويد، آرميتا والكثيرات من الفتيات الإيرانيات اللواتي تُقتلن وتتعرّضن للشتم والضرب والإذلال والجلد والسجن والتعذيب والإعدامات فقط لأنهنّ أردن "الحرية والحياة".

تقاوم النساء الإيرانيات سياسة العداوة التي ينفّذها النظام الإيراني تجاه المرأة في ايران، لذلك لا يمرّ اكثر من شهر إلا ويلمع إسم مقاوِمة جديدة للاضطهاد. فبعد أن ضجّ العالم باسم نرجس محمدي الصحافية والناشطة الحقوقية والسياسية التي حازت على جائزة نوبل للسلام للعام 2023، رؤيا حشمتي امرأة ايرانية استثنائية جديدة تتصدّر ألسنة وصفحات وشاشات كل من يدعم الحركات النسوية الحديثة في العالم. اعتُقلت رؤيا حشمتي في نيسان الماضي بعد أن تحدّت أكثر الأنظمة قمعًا للمرأة، من خلال نشرها صورة لها في ايران دون "الحجاب الإلزامي" فوُجِه لها العديد من التهم القانونية وحكمت بالسجن 13 عاماً يتضمّن تهم الدعاية ضد النظام، والخروج إلى الشارع من دون حجاب، مما يُضرّ بالعفة العامة وغيرها.

لم تستطع حشمتي أن تمنع السلطة الإيرانية بالقيام بجريمة أخلاقية بحقها وهي عقوبة الجلد 74 جلدة، ولكنّها نجحت بتحدّيها للجلاد حينما دخلت خالعةً الحجاب. تلقّت ال 74 جلدة ثمّ خرجت تاركةً له حجابها، غير آبهة إلا بحريّتها، تنتظر أحكاماً جديدة بمئات وربما آلاف الجلدات مثبتةً لكل النساء بأن "كيدهنّ عظيمٌ" وأنهنّ قويّات قادرات على الإنتصار في جميع معاركهنّ حتى ولو كانت المعركة مع نظام يحارب المرأة متستّراً بالخطوط الحمراء: "الدين والأخلاق"!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: