خفايا حقيقة القصف الاميركي للحوثيين

SCGDVJZIEM

من يراقب ويتابع وقائع القصف الاميركي البريطاني الاول والقصف الاميركي المتجدد للحوثيين في اليمن خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، وكيفية التمهيد الاعلامي الاميركي للخيار العسكري في اليمن من ال”واشنطن بوست” الى “التلغراف” الى “الديلي نيوز” الى “رويترز “، يكتشف السيناريو المحبوك أميركياً مع الايرانيين لضرب المواقع الحوثية دون تسجيل خسائر في الارواح الحوثية .

سفينة ايرانية عسكرية، انسحبت من البحر الاحمر ساعات قبل الهجوم الاميركي البريطاني، فيما الرئيس جو بايدن يصرح ان “الحوثي” منظمة ارهابية، بينما كان هو وادارته، من ازالوهم من تلك اللائحة.
ومن المفيد التذكير أن الرئيس جو بايدن نفسه عام ٢٠٢١ قال موبخاً الرياض والتحالف العربي ضد الحوثيين، انه “يجب أن تنتهي الحرب في ⁧اليمن‬⁩، وأن أميركا أوقفت جميع صفقات الأسلحة الى السعودية وأن الحوثيين ليسوا أرهابيين.

في المقابل يعلن بايدن اليوم‏ انه وبتوجيه منه شخصياً، نفذت القوات العسكرية الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا، ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون، لتعريضهم حرية الملاحة للخطر، لينتهي به المطاف في اخر تصاريحه منذ ساعات بوصف الحوثي بالارهابي واعلانه عن النية في اعادة ادراجه على لائحة الارهاب .

نقول كل ذلك لنشير الى امرين اساسيين يؤدي فهمهما الى فهم حقيقة ما حصل ويحصل في التعاطي مع الحوثيين :
الامر الاول : ان واشنطن الديمقراطية وعشية بدء الحملات الانتخابية وفي خضم حمى الحملات، وصلت الى درجة من الحرج امام الاميركيين.
وعشية خطابه الى الامة او وما يعرف بخطاب حالة الاتحاد والعالم، أراد بايدن الإتفاق مع الايراني على شراء الحوثي لضربه ضربات تكتيكية موجعة فقط لمنعه من تهديد امن الملاحة البحرية والتجارة الدولية في باب المندب والبحر الاحمر، مع العلم انه لو أراد الحوثي فعلا ضرب الاميركي والانتقام لاسرائيل عما تفعله في غزة، لهاجم اقرب قاعدة اميركية اسرائيلية في اريتريا التي تبعد بضعة اميال عن اليمن وشواطئه الغربية .

الامر الثاني وهو نقلا عن وكالة “رويترز” ان الضربات الاميركية والبريطانية للحوثيين حصلت بالتفاهم مع الايراني، فالاميركي ولو ضرب الحوثيين يبقى متواصلا مع الايراني ويبقى على تفاهم حتى مع ميليشيات ايران في المنطقة من لبنان مع “حزب الله” حيث البيت الابيض يرسل له آموس هوكستين للتفاوض او في اليمن حيث لا يزال الحوثي موجوداً، لا بل حيث الحوثي يحرس السفارة الاميركية في صنعاء ولا يعتدي عليها فيما احد القيادات الحوثية محمد علي الحوثي هو المالك للشركة التي تتولى صيانة وتنظيف مبنى السفارة الاميركية هناك، وحيث الحشد الشعبي يتم تجنيبه الخسائر البشرية عند حصول ضربات اميركية عليه في العراق .

وكالة “رويترز” في آخر نشراتها كشفت عن قيام الاميركيين باعلام الايرانيين عن موعد الضربة العسكرية للحوثي وطبيعتها قبيل حصول الضربات بساعات، من خلال السفارة السويسرية في طهران التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في ايران .

والجدير ملاحظته في هذا السياق احجام الحوثي عن ضرب البوارج والمقاتلات الاميركية التي قصفته والتي لا تزال جاثمة قبالة شواطىء الحديدة اليمنية والتي لا تزال تحلق فوق اجواء اليمن حتى الان، في وقت صدع الحوثي الرؤوس بشعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل، فلا نجد اميركيا واحدا اصابه الحوثي ولا اسرائيلياً واحداً قتله الحوثي الى الان، فيما نجح في قتل عرب وقصف مواقع دول خليجية كالسعودية والامارات ونجح في ارسال صواريخ ومسيرات متهالكة الى النقب لم تصب احدا ولم تشبع من جوع .

ما حصل ويحصل يؤكد وجهة النظر السعودية منذ بداية مواجهتها الخطر الحوثي ويؤكد الفشل الاميركي الكبير في معالجة ملفات المنطقة وقد وصلت واشنطن اليوم الى ما نبهتها الرياض منه منذ سنوات من ان الحوثي خطر ليس فقط على استقرار وامن دول المنطقة بل وعلى المصالح الدولية والتجارية، لكن يومها ووجهت الرياض بالانتقاد والشتم والتهديد ووقف شحنات التسليح لانها كانت تتجرأ مع شقيقاتها الخليجية والعربية في التحالف العربي آنذاك على ضرب الحوثي “طفل” ايران واميركا المدللين كما “حزب الله” .

نعم يا سادة لا يغرنكم القصف الاميركي والبريطاني للحوثي الذي اوجعهم بلا شك لكنه لم ولن يقضي عليهم لان لواشنطن الف مصلحة في بقائهم ولو ضعفاء لكن بعيدين عن اي تهديد لمصالح الملاحة التجارية البحرية الدولية فقط .

ومن هنا نفهم ايضا لماذا رفضت المملكة العربية السعودية والامارات الدخول في التحالف العسكري المسمى “حارس الازدهار ” ضد الحوثيين لانهما رفضا الدخول في تحالف يعالج الاعراض والنتائج ولا يذهب الى معالجة المسببات .

حقائق نضعها في خدمة الحق والحقيقة … بعيدا عن التصفيق والمغالاة .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: