مراوغة رئاسية مكشوفة

epa10254091 Lebanese Parliament Speaker Nabih Berri casts his vote during a parliament session to elect a new Lebanese president, at the Lebanese Parliament building in downtown Beirut, Lebanon, 20 October 2022. The Members of the Parliament on 20 October failed to elect a new president to the country after 42 deputies voted for Michel Moawad, 55 left voting paper blank, and 22 voted for other names. Lebanese Parliament Speaker has set a new date for another presidential election session on 24 October 2022 as President Michel Aoun's term is set to end on 31 October.  EPA/WAEL HAMZEH

يخوض فريق الممانعة مُعترك السياسة بمهارة فائقة. غير أنّ الظروف الجديدة فرضت واقعاً جديداً، أفقدته السيطرة على مجريات اللعبة، فلجأ إلى المراوغة السياسيّة، محاولاً خلق وهم القوّة أمام الداخل والخارج من خلال تحريك ملف رئاسة الجمهورية.

داخليّاً، يحاول فريق الممانعة تصوير الوضع في الجنوب على أنّه إنتصار مُحقَّق، مدّعياً أنه صاحب القرار الأخير في الحرب والمفاوضات، وأنّ إسرائيل تخشى من قوّة حزب الله. تأتي خطبة الأمين العام للحزب لتُعزّز هذا الانطباع عبر رفع التهديدات الكلاميّة بوجه العدو. وفي هذا السياق، يظهر الفريق الممانع متمسّكاً بمرشحه سليمان فرنجية، محاولاً استغلال الوهم بقوّة حزب الله وتقدم المفاوضات مع المجتمع الدولي لمصلحتهم، لدفع السياديين إلى تقديم تنازلات لحفظ ما يمكن حفظه في ظلّ قوة الممانعة.

أما على الصعيد الدولي، فالمفاوضات لا تسير في صالح الفريق الممانع. لم يتمكن من تحقيق مكاسب تُذكر مقابل تطبيق القرار 1701. إذا ما تنازل الداخل وقَبِل بسليمان فرنجية كرئيس، فإنّ الممانعة تكون قد فرضت شروطها كشروط الدولة اللبنانية، مما يضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع بقبول حكم الممانعة. وبذلك، يتحوّل رئيسهم إلى المراقب لتنفيذ القرارات الدولية بطريقة مُلتوية تخدم مصالحهم.

تستخدم الممانعة المراوغة لإيهام الداخل والخارج بأنها الأقوى. ولكن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: