Search
Close this search box.

شمال سوريا…تصعيد عسكري تركي يهدّد استقرار المنطقة

A Turkish military vehicle patrols along with the US military the Syrian village of al-Hashisha on the outskirts of Tal Abyad town along the border with Turkey, on October 4, 2019. - The United States and Turkey began last month joint patrols in northeastern Syria aimed at easing tensions between Ankara and US-backed Kurdish forces. (Photo by Delil SOULEIMAN / AFP)

كتب جو حمورة:

تشهد منطقة شمال سوريا منذ منتصف الشهر الحالي، تصعيدًا عسكرياً تركياً على مناطق سيطرة
الإدارة الذاتية الكردية، في تطور خطير ينذر بتداعيات إنسانية وأمنية وخيمة على المنطقة التي عانت لسنوات من الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011.

جاء التصعيد التركي رداً على مقتل تسعة جنود أتراك، في هجوم على قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق 12 كانون الثاني، واتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني (PKK) بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفاه الحزب.

شنت تركيا على إثر ذلك ضربات جوية مكثفة على مواقع، قالت إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في مناطق الشمال السوري، لا سيما مدينتي تل أبيض ورأس العين اللتين تسيطر عليهما الإدارة الذاتية الكردية منذ عام 2013.

استهدفت الضربات الجوية التركية بشكل أساسي البنية التحتية الحيوية في شمال سوريا، بما في ذلك محطات الكهرباء ومحطات ضخ المياه ومصافي النفط، ما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب عن مئات القرى والبلدات، وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان في ظل نقص الخدمات الأساسية.

أدى القصف التركي إلى نزوح آلاف المدنيين من منازلهم بحثاً عن الأمان، ما يزيد من الضغط على المخيمات المكتظة أصلاً بالسكان الذين نزحوا خلال العمليات العسكرية السابقة. كما تزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين القوات التركية والقوات الكردية، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الهش الذي تشهده المنطقة، وفتح المجال أمام عودة تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة.

وفيما دعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية تركيا إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين، كما عبرت عن قلقها من تداعيات التصعيد على الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة، أدانت الإدارة الذاتية الكردية الهجمات التركية ووصفتها بـ”الوحشية”، واتهمت تركيا باستهداف البنى التحتية المدنية بشكل متعمد، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان التركي وحماية المدنيين.

يظل الوضع في شمال سوريا متوتراً للغاية، ومن الصعب التنبؤ بتطورات الأحداث المقبلة. ويعتمد الأمر على موقف القوى الدولية، وعلى قدرة الأطراف المتنازعة على الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

في الختام، فإن التصعيد العسكري التركي في شمال سوريا يمثل تهديدًا خطيراً على الاستقرار والأمن في المنطقة، ويزيد من معاناة المدنيين الذين عانوا لسنوات من الحرب والنزوح. ومن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف التصعيد وحماية المدنيين، والعمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: