هل وقعت ايران في فخ نتنياهو؟

thumbs_b_c_00b680e31afd99d17b817d9b56417553

كان توقيت عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023 عاملا اساسيا في نجاح العملية ومفاجأة الاسرائيلي وارباكه الى حد انهاكه:من توقيت يوم عيد “سمحات توراة” اليهودي حيث كان التعطيل والتراخي الأمني كما في توقيت أهم وهو في انهماك حكومة نتنياهو بخلافاتها الداخلية الى ملفات الفساد التي طالت رئيس الحكومة منبئة بمحاكمته وبالتالي ادانته فسجنه وانهاء حياته السياسية وكان للتنسيق الاعلامي والسياسي للمحور الممانع والإشراف الأمني والمالي للجمهورية الاسلامية في ايران الدور الأبرز في توفير ظروف التفوق الممانع الذي تحقّق في الضربة الأولى.

لطالما تغنّى قياديو النظام الإيراني ومسؤولو الحرس الثوري الايراني وتباهوا بسيطرة ايران على عواصم عربية اربع بيروت،دمشق ،بغداد،
وصنعاء، ليضيفوا عليها لاحقا غزة من ضمن ملحقات الجمهورية الاسلامية الإيرانية وعلى هذا الاساس باركت ايران عملية 7 تشرين الأول وهددت في البداية بانخراط كافة الجبهات المقاومة الآنفة الذكر بالحرب…
في المقابل سعى نتنياهو والمسؤولون المتشددون في اسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر بتوسيع أهداف الحرب التي شنت على غزة عبر اتهام ايران بدورها المحوري في العملية وبالتالي توريط الولايات المتحدة الأميركية والغرب بمواجهة اقليمية تستهدف ايران وتقطع أذرعها في المنطقة…وساهم الايراني واتباعه في كل من لبنان واليمن والعراق من خلال التصاريح والممارسات بالتسويق لمسعى نتنياهو بالتفلت من العقاب والحساب كما حثّوا الغرب الاميركي والأوروبي دون أن يعوا على التحرك العسكري الميداني والدبلوماسي الاممي ضد الاستهدافات ولو كانت عديمة الفائدة في كثير من الأحيان.

اليوم وعلى الرغم من ادراك قادة المحور الممانع بالنية الاسرائيلية لتحقيق الأهداف العليا للدولة العبرية قد نكون قد اقتربنا الى نقطة انطلاق واندلاع هذه الحرب “المرتجاة” من نتنياهو ان لم نكن قد انطلقنا بها او حتى اصبحنا في قلبها.

على غير ما درجت عليه الجمهورية الاسلامية في ايران من استعمال لأدواتها في المنطقة عبر “جهاز تحكم” تضغط على أزراره التفجيرية او “التهدوية” حسب مصالحها ، ها هي الدولة الايرانية بالمباشر وب”لحمها الحي” وقد تكون في “صحوة موت” تهاجم كل من العراق-اقليم كردستان وافغانستان وباكستان وسوريا مدّعية استهدافها مراكز للموساد الاسرائيلي وجماعات ارهابية اصولية داعشية لياتيها الرد نفيا لما ادّعت من العراق وافغانستان وباكستان وهذه الاخيرة ردت عسكريا في الاراضي الايرانية…ناهيك عن الشكاوى التي قد تتقدم بها الدول المعنية “بالانتهاكات الايرانية” امام الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

في المحصلة وبعد قيام اميركا وبريطانيا قبل ايام من استهداف الحوثيين في اليمن والفصائل الموالية لإيران في كل من العراق وسوريا قد نكون على ما تقدّم امام تحقيق اهداف نتنياهو للاسف عبر استهداف متعدد الجنسيات لايران بجيشها وحرسها ومواقعها على أرضها وأماكن انتشارها و”هناك البكاء وصرير الأسنان”

ان كانت ايران لا تدري ان ممارستها الخاطئة في استثمار الدول العربية والاسلامية بالدم ولو عن بعد قد يجرّ عليها الضربات وخسارة وتقطيع اذرعها خدمة للمصلحة الاسرائيلية تكون مصيبة ،وان كانت تدري على ما تبين من التحذيرات عن سعي اسرائيل لتوسيع الحرب وتوريط “اميركا” للنيل من المحور المعادي للصهيونية والاستعمار الغربي خدمة لاسرائيل ونتنياهو شخصيا تكون المصيبة أعظم وأعظم بكثير.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: