Search
Close this search box.

بين الضغوطات الأميركية والتصعيد العسكري.. لبنان على مشارف حرب بسبب 7 كلم؟

An Israeli artillery unit fires from an undisclosed location near the Gaza Strip border, amid the ongoing conflict between Israel and Palestinian Islamist group Hamas, in Israel, November 6, 2023.  REUTERS/Amir Cohen

لا يزال اللبنانيون يتخوفون من إحتمال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل، رغم الضربات والقذائف التي تتعرض لها القرى الحدودية، ولكن الخوف يبقى من تكرار سيناريو 2006 أو ما هو أكبر من حرب تموز على الصعيد العسكري.
فما هو معروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى الى توسعة رقعة الحرب الدائرة بينه وبين حماس في غزة الى الجنوب اللبناني، فما هي المعلومات؟

في استعراض للأحداث، فإن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وبيني غانتس، هم الذين يضعون استراتيجية الحرب، وقد وضع غالانت خطة هجوم برّي على لبنان وعرضها على حكومة الحرب الإسرائيلية وتمت الموافقة عليها بانتظار إشارة التنفيذ.

وبحسب مصادر مطلعة، سيتم تنفيذ الخطة عبر ثلاث فِرَق عسكرية على طول الحدود مع لبنان وهي الفرقة المدرعة 319، والفرقة 91، والفرقة 36.
وهذه الفرق معززة بِعدّة ألوية، ووحدات خاصة اضافية، ووحدات احتياط، بحيث فاق عدد الحشود المئة الف جندي، وفق التقارير العسكرية الأميركية.
ووفق المعلومات، فإن الفرقة 319 تضم اللواء 205 واللواء الرابع مدرعات، واللواء الثاني واللواء 228 مشاة، واللواء 226 مظلي، وفوج المدفعية 213، وكتيبة إشارة. أما الفرقة 91 فهي المسؤولة الأساسية عن الحدود مع لبنان، مقرها الرئيسي في بيرانيت، قرب قاعدة التحقيق التابعة للشرطة العسكرية، وتشمل ثلاث ألوية مشاة؛ اللواء 300 “بارام” واللواء 769 “حيرام”، واللواء الثالث “الكسندوني”، إضافة إلى اللواء الثامن مدرعات، والفوج 7338 مدفعية، وكتيبة إشارة، والكتيبة 869 “شحاف” مخابرات.
الفرقة 36، والتي تم سحبها مؤخراً من غزة، وإعادتها إلى الحدود الشمالية مع لبنان، تضم ثلاث ألوية مدرعات اللواء 188 واللواء السابع ولواء احتياط، إضافة إلى لواء الوحدات الخاصة “جولاني”، واللواء 609 مشاة، وفوج المدفعية 212، وكتيبة إشارة.

أما الخطة الإسرائيلية فتقضي بالتوغل لمسافة تتراوح بين 7 إلى 10 كلم، وإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، لحماية سكان المستوطنات الشمالية الإسرائيلية من تهديدات حزب الله، أما عملية الاقتحام فسيتم التمهيد لها بقصف جوي مكثف، قد يمتد لمدة أكثر من اسبوعين، بهدف إخلاء منطقة الشريط الحدودي من السكان بالكامل، ومن ثم يتم قطع كافة الطرق بين بلدات وقرى الجنوب، وتنفيذ عملية تدمير شاملة للمنطقة، على غرار ما حدث في غزة، لتجنب أي قتال مع الحزب، داخل الاماكن السكنية.
وأيضاً بحسب المصادر، ستعمد القوات الاسرائيلية إلى التوغل عبر ثلاثة محاور رئيسية: من الساحل باتجاه صور الفرقة 36، وفي الوسط نحو بنت جبيل الفرقة 91، وفي القطاع الشرقي نحو مرجعيون وتلال كفرشوبا الفرقة 319، ويترافق ذلك مع إنزال وحدات خاصة في عدة نقاط، لتأمين وحماية تقدم الوحدات.

أما في لبنان، فقد حذّر حزب الله من سعي إسرائيلي – أميركي لحرب في المنطقة، خصوصاً بعدما أبلغت إسرائيل أميركا وحلفاءها الغربيين بالخطة، الأمر الذي دفع عدداً من المسؤولين الى نقل التهديدات الإسرائيلية الى المسؤولين اللبنانيين، كما وسيعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في محاولة لإيجاد حل مع حزب الله، ومنع انزلاق الأمور إلى حرب من دون سقوف أو ضوابط، ومن المتوقع أن تتسبب الاحداث بدخول أطراف جديدة إلى حلبة الصراع، في مواجهة شاملة تُشعل المنطقة بأكملها.

وتشير المصادر الى ان الرئيس الأميركي أجرى اتصالاً هاتفياً بنتنياهو محاولاً ثنيه عن تنفيذ هجوم على لبنان، لكن الأخير رفض إلغاء القرار، ووافق فقط على تأجيله مدة قصيرة، افساحاً في المجال أمام هوكشتاين في إقناع حزب الله بالانسحاب عن الحدود.

كما واعتبرت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد استراتيجية جديدة في الحرب وهو تدمير كل من يقف بوجهها أو أي فكرة مقاومة ضدها، الأمر الذي تجلّى في حربها مع حماس حيث أوقعت ألاف القتلى من مدنيين وعسكريين ودمرت البنى التحتية، وهذا ما تهدد بفعله في لبنان.

وتشير المصادر الى ان الإسرائيليين مترددون بسبب خلاف في وجهات النظر، بين نتنياهو المحاصر من اليمين المتطرف، والضغط الأميركي من جهة أخرى، وجنرالات الجيش يقودهم كل من غالانت وغانتس، فبينما يدفع نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب، يخشى غالانت من فشل أي مغامرة باتجاه لبنان قد تكلّفهم الكثير.

في الختام، الأيام القليلة المقبلة كفيلة بمعرفة مسار الأمور، فهل سيقبل حزب الله بالتراجع 7 كلم عن جنوب الليطاني وماذا سيقول لبيئته الشيعية؟ وها سيقبل نتنياهة بالتراجع عن خطة الحرب على لبنان والقبول بالهزيمة أمام ناخبيه في إسرائيل؟ وهل ستنجح الضغوطات الأميركية بإبعاد شبح الحرب عن لبنان؟ هل يتحمل اللبنانيون تبعات الحرب عليهم من جديد في ظل ما يعانوه؟ ويبقى السؤال الأهم وهو إن شنت إسرائيل حرباً على لبنان والحزب.. فهل نرى جيوشاً جديدة على أرضنا؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: