Search
Close this search box.

حرب عون 1989 ومقاومة الممانعة …”على خارطة الدول المؤثرة”

من حرب التحرير في 1989 بطولة ميشال عون مرورا بالأمس مع عملية طوفان الأقصى بطولة حركة حماس وصولا الى اليوم مع الجبهة المساندة في الجنوب اللبناني دفاعا عن غزة ما بعد “الطوفان” بطولة حزب الله تشابهت الظروف بين الشكل والمضمون بين الاسباب والنتائج وبين التوقعات المعلنة والوقائع المحقّقة.

عندما أعلن الرئيس السابق العماد ميشال عون حرب التحرير في 14 آذار 1989 وعد اللبنانيين انه مستمر في حربه حتى اخراج آخر جندي سوري من أرض لبنان وانه لن يألو جهدا تحقيقا لهذا الهدف …وبعد ان تبيّن ان الحرب لم تكن الا تقاصف مدفعي ومناوشات ومعارك صغيرة على خطوط التماس ولم تحقق أي تقدم ملموس على الأرض كثر الحديث من جانب بطل التحرير غير المنجز عن ان حرب التحرير حركت المياه الراكدة ووضعت القضية اللبنانية على طاولة الدول المؤثرة وامام المحافل الدولية لتصبح أولوية دولية على الرغم من الدمار والخسائر الكبيرة في الأرواح وهجرة الكثير من العائلات والشباب اللبناني.الا ان رياح الواقع الدولي كان على عكس ما اشتهت سفن الجنرال عون الذي أصبح بعد فترة معزولا فاقدا للشرعية المحلية والعربية والدولية ليعلن بعدها عون صرخته من خيبته من العالم نفسه الذي “حرّكه” بقوله في 22 تشرين الثاني 1989
“لسنا بحاجة الى اعتراف العالم بل العالم بحاجة الى اعترافنا” وليتم فيما بعد اسقاط ميشال عون بغطاء دولي في 13 تشرين الأول 1990.
ليعيد التاريخ نفسه لاحقا مع الرئيس ميشال عون في فترة توليه سدة رئاسة الجمهورية اذ رأى في انفجار المرفأ في 4 آب 2020 فرصة لفك الحصار العربي والدولي الذي فرض على حكمه وحكومته اذ قال ما حرفيته دون اي حرج في دردشة مع الصحافيين في 7 آب 2020، “تفجير 4 آب فكَّ الحصار وستبدأ عملية إعادة الإعمار بأسرع وقت”.

وضع القيمون على عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023 والقائمون بها من حركة حماس أهدافا كبيرة ليس أقلها التحام الساحات لتحرير الأقصى والقدس وتحرير الأراضي المحتلة وتبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين والعرب…وبعد مرور ٤ اشهر على حرب غزة والتي اتت ردا على عملية الطوفان أصبح الهدف الأساس وقف العدوان على غزة وتبادل اسرى محدود الكمية وادخال المساعدات الغذائية وباحسن الأحوال انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها داخل قطاع غزة بعد عملية 7 تشرين .كذلك يكثر اليوم الحديث وعلى الرغم من تكبّد الفلسطينيين خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات وبالبنى التحتية عن تربّع القضية الفلسطينية على اولى منصات الاهتمام الدولي الا ان الواقع يقول ان الموفدين الدوليين يحملون في جعبتهم أمورا لن تسرّ حماس ولن تنصف الفلسطينيين ولا قضيتهم حسب ما يسرّب حتى الآن.

لنصل الى لبنان وجبهته الجنوبية المشتعلة المساندة لغزة اذ وضع حزب الله اهدافا كبيرة في الشكل والمضمون فالشهداء انما يسقطون على طريق القدس اي ان الحرب التي يخوضها الحزب هي هجومية تحريرية واذ خفف الحزب قليلا يقول انها جبهة مساندة واشغال للتخفيف عن غزة ولوقف العدوان عليها وبعد مرور ما مر من وقت ودمار وقتل في الجنوب اللبناني وامتدادا لقلب الضاحية الجنوبية لبيروت ما زال العدوان متصاعدا على غزة والاسرائيلي لم ينشغل عنها بل على العكس لقد امعن في القتل قتلا وفي التدمير تدميرا وفي التوغل توغلا…وامام عدم جدوى الانخراط والمساندة وجد حزب الله ضالته ومخرجه في الحديث عن وضع لبنان على الخارطة الدولية اذ يقول نائب حزب الله حسن فضل الله في 5 شباط 2024 متباهيا:”سيأتي يوم يكتشف اللبنانيون ماذا أنجزت المقاومة في هذه الحرب، وكيف وضعت لبنان على خارطة الدول المؤثّرة والفاعلة… وسيأتي يوم يعرف جميع اللبنانيين لماذا تأتي إلينا كل هذه الوفود وأي مقترحات تحمله”
وهنا نتوقف عند ما تحمله تلك الوفود الدولية بكافة جنسياتها واقلها تطبيق القرار 1701 من الجهتين وانسحاب مسلحي حزب الله من خط المواجهة مع الأخذ بالاعتبار الكلفة الباهظة التي تكبدها لبنان في فترة المشاغلة والمساندة المضبوطة على الإيقاع الايراني و”المصلحة الوطنية”

اخيرا وكما تبيّن ان الوقائع والارقام غالبا ما تفضح الاوهام والاحلام وتفصح عن حقيقة ما قد خبأته وتخبئه الأحداث والأيام.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: