عندما تفضحُ طهران تخادمها مع الأميركي في العراق …بأمرٍ من “الساحر” قآاني…

امريكا ايران

ليس عن عبثٍ كلامنا عندما نفضحُ التخادم الإيراني- الأميركي في المنطقة على حساب أمن واستقرار الدول العربية، بل أن مواقفنا لا تُبنى الا على الوقائع والحقائق الدامغة.

دليل جديد على التخادم الإيراني- الأميركي

بالأمس، أعطتنا طهران دليلاً جديداً على تخادمها مع الأميركيين وأين؟! في العراق
منذ يومين، زار إسماعيل قآني، قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العراق وأمرَ ميليشياته العراقية بوقف مهاجمة القواعد والقوات الأميركية في العراق.
طبعاً الخبر بحدِّ ذاته مثيرٌ للعجب، خصوصاً عندما يلاحظُ المراقب أن الهجمات على القوات الأميركية في العراق قد توقّفت على أثر هذه الزيارة كما نقلت وكالة “رويترز”، في حين أن الأحزاب الشيعية والميليشيات الأكثر نفوذاً في العراق لا تزال منقسمة بشأن كيفية التعامل مع وجود القوات الأميركية في البلاد.
تزامنَ كل هذا مع مقتل 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية بهجوم لتنظيم الدولة شرقي حمص في سوريا، وقد أفادت مصادر محلية سورية أن مسلّحي داعش شنّوا هجوماً على نقاط عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران قرب تدمر في ريف حمص الشرقي.

واشنطن الديمقراطية سلّمت إيران إدارة المنطقة

كل هذه التطورات ولا سيما زيارة قآني للعراق وأمره الميليشيات العراقية التابعة لإيران بوقف الهجمات على القوات الأميركية في البلاد، إن دلّت على شيء، فعلى ما سبقَ وقلناه أكثر من مرة وفي أكثر من مقال وموقف عن وجود تخادم إيراني- أميركي في المنطقة وحاجة واشنطن حتى الآن للنظام في طهران، فلولا “طوفان الأقصى” وتهديد أمن إسرائيل مباشرةً لما كانت واشنطن قد حرّكت أساطيلها وبوارجها باتجاه المتوسط والى باب المندب والبحر الأحمر، لأن واشنطن الديمقراطية سلّمت إيران إدارة المنطقة منذ عهد الرئيس باراك أوباما وما ” قوسي ” عهد الرئيس دونالد ترامب إﻻ استثنائي أميركي بلعب الورقة العربية بدل الإيرانية، لتعود الإدارة الديمقراطية الى تجديد التناغم واﻻنسجام مع نظام الملالي، مستذكرين إبلاغ وزير خارجية أوباما جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف من غارات إسرائيلية مقبلة على مواقع إيرانية.

لا عداء حقيقياً بين واشنطن وطهران

اليوم، ومع قآني في العراق ولجمه ميليشياته عن مهاجمة القوات الأميركية وقواعدها في العراق، يتبلورُ وجهٌ جديدٌ ومفضوح من أوجه التخادم والتحالف الضمني بين واشنطن وطهران، ما يؤكدُ أيضاً وجود الصفقة التي تكلّمنا عنها، والتي يتمّ الإعداد لها لإنضاجها في التوقيت اﻻنتخابي الديمقراطي في واشنطن، فثمة تحالفٌ في الباطن بين البلدين ومَن يعتقد بوجود عداءٍ حقيقي بين الوﻻيات المتحدة وإيران واهمٌ جداً، فواشنطن هي التي أطلقت العنان لإيران في المنطقة لتتوسّع وتحتل 4 عواصم عربية، فضلاً عن الإمساك بالورقة الغزاوية مع حماس والجهاد الإسلامي.

صفقة أميركية- إيرانية تلوح في الأفق أولى ضحاياها ميليشيات نظام الملالي

طهران تسعى الآن الى ربح أثمانٍ وكل شيء عند القيادة الإيرانية مكاسب، وقد حاولت في الآونة الأخيرة ولا تزال تحاول التوسّع باتجاه الأردن، فمصر في ظلّ تماهٍ أميركي ديمقراطي واضح المعالم، والصفقة الأميركية- الإيرانية آتية في المستقبل القريب لا محال، وأول ضحاياها الميليشيات التي، وكما سبقَ وكتبنا، ستكون الضحية الأولى لتلك الصفقة، وقد اتُخذ القرار بإنهاء أدوارها لأن إيران ستحصل على أثمانها، وبالتالي ينتهي مبرّر وجودها.

تحالفٌ إقليمي ودولي لإنهاء أدوار الميليشيات في المنطقة

“أميركا الشيطان الأكبر”، شعار إعلامي تعبوي شعبوي فارغ زرعته إيران في عقول وأدبيات ميليشياتها وجماهيرها المضلّلَة لدفعها نحو تنفيذ مآربها وليس لتحرير القدس والقضاء على إسرائيل، ولأن حقيقة هذا الشعار تكمن في تحالفٍ استراتيجي بين الإيرانيين والأميركيين الديمقراطيين، أقله الى أن يأتي رئيس جمهوري يقلبُ المعطيات ويعيد خلط الأوراق.
قآني يقول لميليشياته في العراق بأن ﻻ يصدّقوا شعار “الشيطان الأكبر”، وبأن الوﻻيات المتحدة الأميركية هي العدو الأكبر بل على العكس، فإن واشنطن لطالما ساعدت ولا تزال تساعد طهران على أدوارها المزعزِعة في المنطقة، وبالتالي كما سبق وقلنا مرات عديدة، فإن واشنطن ﻻ تزال بحاجة للنظام الإيراني لأدوار مقبلة في شرقي آسيا وتحديداً في باكستان، لكن بشرط إقفال ملفات الشرق الأوسط أو غربي آسيا، وهذا ما قرّرت واشنطن فعله بالتواقف مع تحالف إقليمي ودولي لإنهاء أدوار الميليشيات في المنطقة، وقد بدأ أول الغيث في غزة مع القضاء على الآلة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي والانتقال من ثم الى لبنان وحزب الله، فيما الميليشيات العراقية والحوثية طائعة خانعة للأمر الإيراني والأجندة الإيرانية.

سقوط وحدة الساحات ومحور ” المقاولة” لا الممانعة

فضيحة جديدة فجّرها قآني في العراق … تحملُ معها مؤشرات عديدة حول ما يتمّ الإعداد له من تحت الطاولة بين طهران وواشنطن، ما يُثبتُ مجدّداً سقوط مقولات “الموت لأميركا وإسرائيل” و”رمي إسرائيل في البحر خلال ثوانٍ” وتحرير القدس وفيلق القدس و”اﻻستشهاد على طريق القدس” … وسقوط وحدة الساحات وما يُسمّى بمحور المقاولة والمماتعة لا المقاومة والممانعة …الهجمات على القوات الأميركية في العراق توقّفت بسحر الساحر قآني وبأمر من القيادة الإيرانية العليا، لأن ما يهمّ نظام الملالي القبض والبيع والشراء … فمساكين هؤلاء المغرَّر بهم ..

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: