بقلم وجدي العريضي
غادر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أسبوع حافل باللقاءات والمواقف، وبعد زيارة فاقت كل ما واكب ورافق زيارته الأولى، لا سيما لجهة الإشارات والعناوين التي أطلقها الحريري، تحديداً موقفه من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن ثم إطلالته عبر قناة الحدث العربية التي كانت “ضربة معلم”، باعتبارها مملوكة من المملكة العربية السعودية، والمقابلة طلبت منه وجرت دراستها وتم التداول بها في بيت الوسط، فكان القرار بأن يتكلم خصوصاً أن كبريات الصحف والتلفزيونات والإذاعات طلبت موعداً من أجل مقابلة ولو لدقائق، إلا أن الرفض كان سيد الموقف.
أما اللافت على هامش الزيارة، فكل القوى السياسية والحزبية وشخصيات دينية وروحية، زارت الحريري وخرجت بانطباعات إيجابية، فيما الغائب الأكبر كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور رئيس الحزب الحالي ورئيس اللقاء الديمقراطي، ما يؤكد المؤكد، بأن ليس ثمة أي كيمياء بين الطرفين بعد فترة طويلة من التحالف وسوى ذلك.
ولا يتوانى جنبلاط في مجالسه من توجيه الإنتقادات للحريري،
خصوصاً أنه يسمي بعض المحيطين به
وينعتهم بأبشع الأوصاف، فيما المؤكد أيضاً بأن جنبلاط طلب من خلال مكتبه الإتصال ببيت الوسط لطلب موعد، إلا أن الجواب كان أن كل الاستقبالات مقفلة ولا مجال لاستقباله.
من هذا المنطلق، فزيارة الحريري أكدت على أن خارطة التحالفات ستكون مغايرة كلياً عن سابقتها، أكان على مستوى ما جرى في 14 آذار أو بعدها، وتحديداً على صعيد العلاقة مع جنبلاط الذي بات في حارة حريك والسفارة الإيرانية، الأمر الذي ترك انطباعات سلبية لدى بعض الدول الخليجية، فيما اللافت، أن توجيه الدعوة للرئيس الحريري لزيارة موسكو خلال تواجده في لبنان، فذلك كان عنواناً بارزاً لاسيما أنه سبقها لقاء مطول بين مبعوثه الخاص إلى روسيا الدكتور جورج شعبان، حيث سمع كلاماً وانطباعات إيجابية عن الحريري من قبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وسائر المسؤولين الروس، بفعل هذه العلاقة والإحاطة التي قام بها شعبان تجاه الحريري وبيت الوسط طوال إقامة زعيم تيارة المستقبل، لها أكثر من دلالة في هذه المرحلة.
ولا يستبعد بأن يزور الحريري موسكو خلال الأشهر المقبلة، وعندها ستكون الزيارة بمثابة القنبلة السياسية حيث ستعلن مواقف في غاية الأهمية، إن على صعيد عودة الحريري وسواها، بعدما تكون الأمور أو التسوية قطعت شوطاً كبيراً لاسيما بعد الإشارات الإيجابية من الحريري تجاه الرياض إلى أمور كثيرة يعمل عليها بهدوء وصمت.