على وقع تصعيد جنوبي غير مسبوق، تشهد الحركة الدبلوماسية ما يمكن وصفه بالايام الاميركية في لبنان، والموزعة بين لقاء وفد من لجنة الخارجية والامن في الكونغرس الاميركي، والذي ضم السناتور ريتشارد بلومنتال والسيناتور كريستوفر كونز، وانتظار وصول السفير ديفيد هيل، في مطلع الشهر المقبل الى بيروت، بحثاً عن مخارج دبلوماسية للتأزمات اللبنانية، سواء الخلافات حول الوضع في الجنوب او الخلافات حول ملء الشغور الرئاسي، من زاوية رؤية جديدة في ما يتعلق بالوضع في لبنان، وفي ضوء المذكرة التي بعث بها لادارة الرئيس جو بايدن حول ضرورة «اعتماد اسلوب اداري جديد في السياسة الخارجية تجاه لبنان»، ومن زاوية تمكين الدبلوماسية الهادئة من حل المأزق اللبناني، بعيداً عن الخطابات السياسية الخارجية.
وحسب هيل الذي يعرف لبنان، على نحو جيد، فإنه “يترتب عن تعيين سفيرة أميركية جديدة في بيروت، أسلوب إداري جديد في السياسة الأميركية الخارجية في لبنان. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن السياسات توضع في واشنطن، وليس داخل السفارات. وبينما تستعد السفيرة الأميركية الموهوبة، ليزا جونسون، للاستقرار في لبنان، حان الوقت للتفكر في كيفية توجيه فريق واشنطن لمهامها في لبنان”.
وكان وفد من الكونغرس بمشاركة السفيرة ليزا جونسون، عرض مجمل التطورات والمخارج خلال جولة من اللقاءات شملت الرئيسين نبيه بري (في عين التينة) ونجيب ميقاتي (في دارته) وبالوزير عبد الله بو حبيب (في الخارجية)، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث جرى بحث دعم الجيش اللبناني ودوره والقدرة على تطبيق القرار 1701.
وفي نيويورك، تتحرك بعثة لبنان في الامم المتحدة لمواجهة حملة التهويلات والتهديدات التي اطلقها مندوب اسرائيل في الامم المتحدة حول «نية اسرائيل تنفيذ القرار 1701 بالقوة في الاسابيع المقبلة»، من زاوية التأكيد ان اسرائيل هي من يخرق القرار 1701، وخروقاتها موثقة لدى مجلس الامن منذ الـ2006، وقد تجاوزت الـ30 الف خرقاً اضافة الى قتل عشرات المدنيين وتهجير عشرات الآلاف..
وحسب مصدر دبلوماسي لبناني في نيويورك فإن لبنان مع تطبيق كامل للقرار 1701 ومستعد للتفاوض ولديه وسيط هو الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، المدعوم من بريطانيا وفرنسا، ولديه خطة لانهاء الخلافات البرية حول عدد من النقاط (7 نقاط) لم ينفِ سوى واحدة موضع خلاف وهي (النقطة B1).
ومع ذلك، فإن المصدر كشف عن تنافس اميركي – فرنسي لمعالجة الاشكالات البرية بين لبنان واسرائيل.
وحسب المتابعين ايضاً فإن واشنطن تسجل عتباً على الفرنسيين لجهة عدم اطلاعهم مسبقاً على ورقة المعالجات الآيلة لتطبيق القرار 1701.
وربط هؤلاء بين تأجيل مؤتمر دعم الجيش الذي دعت اليه فرنسا في 27 الجاري والخلافات مع الاميركيين حول ترتيبات الوضع الجنوبي.
وحسب معلومات «اللواء» فإن هوكشتاين حمل معه في زيارته الاخيرة الى لبنان طرحا غير مكتمل حول الحدود ، وعلى ما يبدو فان الادارة الاميركية لم تتوصل بعد لمبادرة مكتملة حتى اللحظة، وبجميع الاحوال «لا احد مستعد للبحث في اية مبادرة حتى ان وجدت قبل وقف العدوان على غزة»…
وعليه، بدا الوضع الجنوبي والرئاسي مرتبطين بمآل ما يجري من مفاوضات واستمرار للحرب على غزة وحولها.
ولا يُخفي قيادي بارز في الثنائي الشيعي من ان تطول مسألة الفراغ الرئاسي «يمكن يروح انتخاب الرئيس لوقت طويل، لا احد يعلم».
ولكن ماذا عن المسعى الخماسي وما ينقل عن مبادرة لانتخاب رئيس قبل عيد الفطر؟
رد القيادي: لم يصلنا او يصل الى اي طرف لبناني مبادرة مكتملة الاوصاف، نحن نعيش في دوامة هذا الكلام منذ مدة، في حين ان كل الوقائع تشير الى عدم وجود اي مقدمات لانتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الراهن عند اللجنة الخماسية او عند الاطراف اللبنانية.
وتساءل القيادي حول ما يتردد عن اتجاه النائب جبران باسيل للموافقة على الحوار: ما هو مصير الحوار اذا بقي باسيل مصراً على موقفه برفض فرنجية فيما الثنائي مصرٌّ على التمسك به»؟.
وأعربت أوساط سياسية مطلعة عن اعتقادها لـ«اللواء» أن ما من مبادرة رئاسية جديدة ولا حتى قيد البحث لأن الهدف هو تجديد الحراك، وبالتالي لن يشهد الملف الرئاسي أي تقدم في المدى المنظور، حتى أن لا نتائج مرتقبة قبل البدء بعملية تشاورية حول الأسس التي يتركز عليها هذا الاستحقاق وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرشحين، من أجل تفادي تكرار الفشل الذي اصاب هذه العملية.
واعتبرت هذه الأوساط أن مواقف القيادات في خلال لقاءاتها مع سفراء اللجنة الخماسية تعطي الأجوبة حول إمكانية الدفع في الحراك الجديد أو فرملته، على ان التوقعات بتجميد اي خطوة متوقعة بفعل ملف الجنوب والجهود الديبلوماسية، مشيرة إلى أن الموقف المستجد للتيار الوطني الحر من شأنه أن ينعكس على مسار ملف الرئاسة على أن تتضح الصورة في الأيام المقبلة.
يشار الى ان اوساط التيار الوطني الحر تتحدث عن تحرك قريب لباسيل باتجاه عين التينة للتفاهم على آلية اطلاق الحوار بين الكتل تمهيداً للدعوة الى جلسات انتخاب متتالية..
وحسب معلومات «اللواء» من مصادر نيابية فإن «الثنائي الشيعي» يطالب النائب باسيل بمراجعة موقفه من رفض ترشح فرنجية، اذا ما اراد لبرنامج الحوار المقترح ان يلقى سبيلاً الى النجاح.
وعطفاً على اجتماع اللجنة الخماسية مساء امس الاول، فقد اطلع السفير الفرنسي هيرفه ماغرو على ما توفر من معلومات عن تحرك الوسيط جان – إيف لودريان في مصر والسعودية، من زاوية السعي الدائم لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكيفية عمل اللجنة الخماسية قبل وصوله الى بيروت.
المصدر: اللواء