ينقل بعض زوار الصرح البطريركي لموقع LebTalks استياء البطريرك الماروني بشارة الراعي، من كل ما يجري في البلد من تفرّد بالقرارات، ومن غياب الرئيس لغاية اليوم وسط فراغ رئاسي يبدو انه سيستمر حتى أمد بعيد، ويشدّد دائماً على إفهام البعض ما يقصده حين يطالب برئيس توافقي، أي ان يكون قادراً على وقف النزاعات وشدّ أواصر الوحدة الداخلية، وان يكون صاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء ولا أمام الضعفاء، لا في الداخل ولا في الخارج، وان يظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، ولا رئيس تحدّ يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التسويات والمساومات، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها، فيتلاعبون به ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه الى رمي البلد في لهيب المحاور.
ولطالما توجّه الراعي الى المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، والى بعض من يقوم بالبدع و”الفذلكات” للتحكّم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب الديموقراطية، الامر الذي ادى الى عملية فشل ذريع بالعملية الانتخابية على مدى عدد كبير من الجلسات لانتخاب الرئيس، واصفاً ذلك بالمسرحية الهزلية التي أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويحطّون من قيمة الرئيس المسيحي، كما بات البطريرك يتطرّق دائماً الى ما كان يُعتبر ضمن خانة الحظر السياسي والطائفي والمذهبي، لكن اليوم يقولها بالصوت الصارخ لانّ الكيل طفح، اذ يشعر بوجود مخاوف من بعض مَن يريد سحب هذا المركز من ايدي المسيحيين.
لذا وانطلاقاً من هنا طالب قبل فترة بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل، والكيان والنظام الديموقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها، استناداَ الى دستورها أولا، ثم الى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان، كما ما زال يرى بأنّ أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي، من شأنه توريط لبنان في الأخطار.