كل فترة تتكرّر القصة بين بعض اهالي البلدات المسيحية وعناصر حزب الله، على خلفية إطلاق الصواريخ من قراهم في إتجاه شمال اسرائيل، والتداعيات التي سيتحملها الاهالي جرّاء هذه الافعال، من سقوط الضحايا وتدمير المنازل والارزاق في حرب اُدخلوا مرغمين فيها، ولم يأت قرارها من الدولة بل من الدويلة المسيطرة.
في الامس عادت هذه القضية الى الواجهة، عبر خلاف بين شبان من بلدة رميش وعناصر مسلحة، سرعان ما تطور الى إشكال، وإستدعى بعض التدخلات منعاً لتفاقم الوضع، الذي سرعان ما إشتعل خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الاستعانة كالعادة بالوتر الطائفي، والتهديد بحرب اهلية وبشعارات تندّد بـ"عدو الداخل" الذي يجب محاربته كإسرائيل والى ما هنالك من كلام مرفوض، أطلق العنان على مدى ساعات وساعات لكلام طائفي تحريضي، وصل الى حد إهانة البطريرك الماروني بشارة الراعي ووصفه بأبشع النعوت، مع التمني بأن يعي هؤلاء تداعيات ما يكتبون ويغرّدون، لانّ ما قيل لا يمكن نقله بسبب المستوى المتدني من لغة التخاطب، فيما السبب منطقي جداً لانّ اهالي بلدة رميش لا يريدون الحرب كغيرهم من اللبنانيين الرافضين لكل ما يجري من حروب، يدفعون ثمنها دائماً عن غيرهم.
حزب الله ينفي…
الى ذلك نفى حزب الله في بيان ما وصفه بـ"الاخبار الكاذبة والمغرضة التي تم تداولها في وسائل الاعلام، عن محاولة مجاهدي المقاومة الاسلامية إطلاق صواريخ على العدو الصهيوني من داخل بلدة رميش، أو من جوار مدرستها أو من جوار البلدة عموماً، وهي أخبار ملفقة لا أساس لها من الصحة على الاطلاق".
وشدّد البيان على "أن الجهات التي أصرّت وتصرّ على إطلاق هذه الشائعات الكاذبة واتخاذ المواقف على أساسها، هي جهات مفترية ومحرّضة على الفتنة بين اللبنانيين، وتعمل في خدمة العدو وأهدافه، من حيث تعلم أو لا تعلم، محذرين اللبنانيين منها ومن مساعيها الخبيثة وأهدافها البغيضة".
رئيس بلدية رميش: الوضع مزرٍ
وفي هذا الاطار اشار رئيس بلدية رميش ميلاد العلم في حديث لموقع LebTalks الى انّ الوضع هادئ حالياً في البلدة، بعد الذي جرى يوم أمس بالتزامن مع الوضع الاقتصادي المزري في رميش، فلا اعمال ولا مدارس ولا منتجات زراعية، والوضع الامني حدّث ولا حرج، وقال:" هنالك حملات شنّت علينا خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية احتفالنا بأحد الشعانين، في حين انّ الاحتفال كان دينياً عمته الصلوات، ولم يكن هدفنا إستفزاز جيراننا من الطوائف الاخرى. في القرى المجاورة".
ورداً على سؤال حول مدى وجود منصّة للصواريخ في البلدة،أجاب :" نعلم أنه يتم وضع منصّات للصواريخ في الأحراج، لكن لا نقبل بوضعها بين المنازل، وقد وضعت سواتر ترابية من قبل الاهالي على بعض المفارق الخاصة، ومع بدء المواجهات العسكرية في الجنوب، تمّ العثور على منصّة صواريخ في رميش، وحينها صدرت مواقف رافضة ومستنكرة، والبطريرك بشارة الراعي تطّرق الى هذا الموضوع، طالباً إزالتها من بين المنازل، لانها ستتلقى ردّاً اسرائيلياً مدمّراً.
في الختام لا بدّ من توجيه كل التحيات لأهالي رميش الصامدين، وكل القرى الحدودية التي لا تهوى الحرب، بل تسعى الى الحياة والسلام، وترفض ان تكون كبش محرقة ومحطة للدمار تدفع الاثمان عن غيرها، خصوصاً في ظل الظروف التي يعيشها لبنان واللبنانيون، من كل النواحي الاقتصادية والمعيشية والسياسية، حيث لا سلطة رئاسية ولا مؤسسات، بل مخاوف تطوّق البلد الجريج من كل النواحي.